بداية نحن المسلمين نؤمن بالقضاء والقدر، ونحمد الله على ما أعطى وعلى ما قدَّر وأخذ. والأخذ بالأسباب وتجنُّب المخاطر واجب ديني وضرورة إنسانية في مشوار الحياة المكتوبة لنا.
إن المنهج السريع الذي تعاملت به الدولة- وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد، وسمو أمير منطقة مكة- مع الحادث من البداية، بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، والوقوف على الحقائق كما هي، كان لاحترام كرامة الشهداء والمصابين، وحرصًا من القيادة على عدم تكرار ذلك الحادث بقدر المستطاع.
وقد قلنا في هذه الزاوية -سابقًا- أن هناك ثلاث جهات تقع عليها المسؤولية، في هذا الحادث:
* الأرصاد وحماية البيئة، لعدم صدور إنذار مبكر منها عن قرب حصول عاصفة، والتأكد من أن كل المعنيين وصلتهم الرسالة في وقتٍ مبكر، وأن الاحتياطات اللازمة قد أخذت في محلها.
* الجهات المسؤولة عن تنفيذ المشروع، لعدم اتخاذ القرار لإيقاف العمل خلال ذروة الموسم، تلافيًا للأخطار أثناء الزحام.
* الجهات المسؤولة عن السلامة في المشروع، لأن احتياطات السلامة لم تكن بالمستوى المطلوب.
وأخيراً.. التغطية الإعلامية خاصة في الساعات الأولى من الحادث التي كانت غائبة تماما.
لا شك أن اللجنة نظرت في خلفيات الحادث، وتوصّلت لنتائج وتوصيات كان من المفترض أن تتم قبل وقوع الحادث.
والدولة -على الدوام- تحرص على كل ما يخص شؤون الحرمين الشريفين، ولذلك بادر الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- بزيارة الموقع وتفقُّد المرضى، وقبل ذلك كان الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة يقف وراء العمل الميداني، ويهتم بكل التفاصيل المحيطة بالمشروع.
حجم التعويضات السخية التي أمر بها خادم الحرمين بالإضافة إلى الرعاية الصحية وتمكين ذوي المصابين بالحج، والدعم المستمر حتى يعودوا إلى أهاليهم سالمين، يقطع الشك باليقين بأن ما تقوم به المملكة من اهتمامٍ بالغ بحجاج بيت الله الحرام، يحتل الأولوية حتى في حالات القضاء والقدر الخارجة عن الإرادة، وتحمل المسؤولية بكل عواقبها.
أما فيما يخص التغطية الإعلامية، فمن حسن الطالع أن محطة CNN كانت أول من غطَّى الحدث، وقد وصف مُعلِّقوها بأن هناك عاصفة لم تكن متوقعة أتت (CAME FROM NOWHERE) بقدرة قادر، وضربت الموقع ومنصة الرافعة، وهوت بها على جزء من المسعى والمطاف، كما أوضحت الصور.
من المعروف أن شركة بن لادن من أكبر الشركات المُنفِّذة للمشروعات الكبرى، ولديها من الإمكانات ما يُمكِّنها من أخذ كل الاحتياطات المطلوبة للحفاظ على أمن وسلامة مواقع العمل وسلامة موظفيها، ومع ذلك فإن الحادث لا يعفي المقاول من المسؤولية بما تعارف عليه في الحالات المماثلة.
إن حصر مسؤولية ما حصل في إطاره الصحيح، وعدم تسييس الحادث، يُعبِّر عن مصداقية المملكة وشفافيتها في التعامل مع كل ما يخص شؤون الحرمين الشريفين. وهذا نهج سياسة المملكة الواضح منذ القدم.
حفظ الله بلادنا من كل سوء، ورحم الله المتوفين في ذلك الحادث الأليم، ومنَّ على المُصابين بالشفاء العاجل.. وكل عام والجميع بخير.
قراءة في نتائج التحقيق حول رافعة الحرم
تاريخ النشر: 20 سبتمبر 2015 23:18 KSA
بداية نحن المسلمين نؤمن بالقضاء والقدر، ونحمد الله على ما أعطى وعلى ما قدَّر وأخذ. والأخذ بالأسباب وتجنُّب المخاطر واجب ديني وضرورة إنسانية في مشوار الحياة المكتوبة لنا.
A A