Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العَلَم الحبيس

قبل أيام اجتمع قادة العالم في رحاب الأمم المتحدة ليشاركوا في المناقشة العامة التي تجري في كل عام وتنتهزها الدول فرصة لإيضاح مواقفها من مختلف القضايا التي تناقشها الأمم المتحدة، في اليوم الأول تحدث الر

A A
قبل أيام اجتمع قادة العالم في رحاب الأمم المتحدة ليشاركوا في المناقشة العامة التي تجري في كل عام وتنتهزها الدول فرصة لإيضاح مواقفها من مختلف القضايا التي تناقشها الأمم المتحدة، في اليوم الأول تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرابة أربعين دقيقة تطرق فيها إلى قضايا العالم قاطبة إلا واحدة لم يتطرق إليها بحرف.. تلك هي القضية الفلسطينية!! بعدها بقليل ارتقى المنصة الرئيس الصيني زي جنبنج وتحدث عن هموم العالم وتطلعاته، ولكنه هو الآخر لم يغفل في خطابه الذي امتد أكثر من نصف ساعة إلا قضية واحدة هي القضية الفلسطينية، ثم تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وكلهم عرجوا على كل مشكلات الدنيا إلا واحدة، ولعلكم الآن قد خمنتم أنها.. نعم القضية الفلسطينية!! كل رؤساء الدول العظمى يجمعون في تفاهم غير مسبوق على أن يتجاهلوا القضية الفلسطينية بالكامل!! لا إشارة إلى اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، ولا إلى حصار غزة المستمر، ولا إلى حرق الأطفال الفلسطينيين، ولا إلى العَلم الفلسطيني الذي كان سيرفع في اليوم التالي ليوم افتتاح المناقشة، ولأول مرة منذ خمسة وعشرين عاماً تخلو خطابات قادة الدول الكبرى من أي إشارة ولو على استحياء إلى إنهاء الاحتلال والالتزام بحل الدولتين أو حتى التأكيد على أمن إسرائيل وسلامتها.!
في اليوم التالي اجتمع الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة والرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدد كبير من رؤساء الحكومات والوزراء العرب والأجانب والمسئولين ليشهدوا رفع العلم الفلسطيني في حديقة الزهور في ساحة مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، احتشد الجمع وعلت الهتافات وانطلقت الزغاريد المدوية عندما أدى حرس الأمم المتحدة التحية العسكرية وبدأ الرئيس عباس في رفع العلم الفلسطيني رويداً رويداً!! ولكن أمراً ما حدث أثناء الرفع!! فلقد علقت الراية الفلسطينية بين حبال السارية، وارتفع العلم ولكنه ظل حبيساً بين الحبال ولم يرفرف خفاقاً حراً طليقا، وعبثاً حاول المنظمون أن يصلوا إلى العلم ليطلقوا سراحه ويفكوا أسره، ولعل العلم كان يدرك أن رفعه في هذه المناسبة لم يكن إلا مسألة رمزية لها أهميتها ولكنها لا تغني عن رفع راية فلسطين على القدس الشريف وعلى كل أراضي فلسطين عقب تحريرها من الاحتلال الصهيوني البغيض.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store