Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أمي.. نجحت..!

السبت الماضي هاتفتني ابنتي الطبيبة أحلام، وصوتها يختلط بالبكاء والفرح، وقالت «أمي نجحت»، وكانت بين يدي الجريدة التي تحمل صورة القبض على الشقيقين اللذين أطلقا قنبلتين على رجال الأمن في وسط قلب وطني، ال

A A
السبت الماضي هاتفتني ابنتي الطبيبة أحلام، وصوتها يختلط بالبكاء والفرح، وقالت «أمي نجحت»، وكانت بين يدي الجريدة التي تحمل صورة القبض على الشقيقين اللذين أطلقا قنبلتين على رجال الأمن في وسط قلب وطني، الشابان هما أحمد، ومحمد الزهراني، نسيت «أحلام» على الهاتف، وخاطبت نفسي أسألها كيف تم تجنيد الشباب من قِبل دعاة الفتنة للقيام بأعمال جهادية باسم الدِّين؟!.
أخبار وصور الأخوين تتحدّث بأسى عن حقائق صادمة مخزية، كشف فيها كيف تم استغلال زنابق وورود شباب وطني، وتسميم أفكارهم، واستئجار عقولهم.
عمرا أحمد ومحمد في العشرينيات.. لقد حوّلوهما دعاة الفتنة إلى وقود لنار مظلمة تحرق ممتلكات الوطن.
وفجأة وجدت نفسي اتّحدت بصمت مع نفسي، وأعاتبها. كان الحديث مؤلمًا كجراح بالقلب، دمعتي وحسرتي على عرسان الوطن تغسلنا بصخورها ومدّها وجزرها، وبين يدي تلك الأخبار. كنت أحدّث نفسي وأسألها: هل كُتب علينا أن نتعرّض من حين لآخر للحظات قليلة من غياب السعادة أيُّها الوطن؟ وأعيد السؤال على نفسي: مَن اقتحم صفاء فضائنا، وحوّل شبابنا لجثث محروقة؟ كان صوتي يبدو ثائرًا تتلعثم فيه الحروف، كان حجم الضجيج الذي يصدره صوتي يعجز عن القيام به عنبر كامل من المختلّين للأمراض العقلية، عيني متسمّرة على صورتي الشابين أحمد ومحمد بالصحيفة، ولم أستطع محو لحظة الخوف والحزن من يدي التي ترتجف، وأنا أمسك بالجريدة. لم أستوعب ما حدث إلاّ وصوت ابنتي أحلام على الهاتف: أمي.. أمي.. أمي نجحت في الامتحان.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store