لغة الإشارة والنشرة التاسعة

عام مضى ولا زالت الأحلام والأماني كثيرة في حياتي، أبدأ يومي في العمل كل صباح، أقول لزملاء العمل الذين ينشرون دفئًا غامرًا في أنحاء الشركة (صباح الخير).. زملاؤنا من أنحاء العالم طافحون بالحب والوفاء والأماني للعيش الكريم، يمثل كل منهم للعمل وشاحًا من الطمأنينة والثقة والوفاء لكل من تعامل معهم.
عام مضى ولا زلت أشعر أن أحلام وطني ستتحقق، وأن الأمل في أبناء هذا الوطن.
عام مضى ولا زلت أتعامل مع أبنائنا وبناتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة يشبهوننا، وهمومهم همومنا، ومتطلباتهم متطلباتنا، واحتياجاتهم والتعايش معهم شمعدان من وجد.
عام مضى ولا أزال أطالب بنشرة الأخبار التاسعة مساءً في قنواتنا المحلية أن تصاحبها لغة الإشارة لأبنائنا من ذوي الاحتياجات السمعية، أليس من حقهم تلك الفئة الغالية على قلوبنا ترجمة ما يدور من أحداث محليًّا وعالميًّا!
عام مضى ولا زلت أردد -وأنا ذاهبة للعمل كل صباح- سأجعل من هذا اليوم يومًا مثمرًا، وأردد لابد أن يكون في يومنا قطرة من التفاؤل. فكل ما حولنا، ومنا، ولنا يثير الأمل في بلادي.
عام مضى ولا زلت أتعلّم كثيرًا من عملي مع من يعمل معنا. عام مضى ولا زلت أكتبُ عن احترام التعددية في الوطن العربي.
عام مضى ولا زال قلبي يرتجف بحزن صامت من سماع فاجعة الإرهاب التي تطال مساجدنا، وحاراتنا، وبيوتنا، وعقول أبنائنا.
عام مضى ولا زلت أهرب إلى نفسي عندما تزداد ضغوط الحياة أشكو لها، ومنها.
عام مضى وأنا لا أزال فقيرة المفردات في الكتابة لقرائي الكرام كل ثلاثاء.
عام مضى أقول لأحبّتي الكرام كل عام وأنتم بخير.