Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

في سوريا.. رب ضارة نافعة!!

يروى عن الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي السابق للأمم المتحدة إلى سوريا، أنه كان يقول إن الحل في سوريا يجب أن يأتي على شكل دراجة بثلاث عجلات، عجلة المقدمة هي عجلة المحور الروسي الأمريكي، والعجلتان ال

A A
يروى عن الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي السابق للأمم المتحدة إلى سوريا، أنه كان يقول إن الحل في سوريا يجب أن يأتي على شكل دراجة بثلاث عجلات، عجلة المقدمة هي عجلة المحور الروسي الأمريكي، والعجلتان الخلفيتان هما للمحور الإقليمي وللقوى المحلية، ولكي تسير الدراجة إلى الأمام يجب أن تكون العجلات الثلاث متسقة المحاور لكل منها وفيما بينها، وإلا فإن الدراجة سوف تتخبط مسيرتها وتتعرض للسقوط.
اليوم تبدو العجلات الثلاث مرتبكة المحاور، فالروس قرروا المقامرة بالتدخل العسكري المباشر، في حين يستمر الأمريكان في الحديث بصوت عالٍ وعصا قصيرة، وعلى الصعيد الإقليمي انخرطت إيران في الركب الروسي وقررت الزج بجنودها مباشرة في ساحات القتال، وأما في الشأن السوري فالمعارضة أصبحت محاصرة من ثلاثة محاور: داعش والنظام والتدخل الروسي، والنتيجة هي تفاقم الأزمة الإنسانية ورحيل مئات الآلاف من اللاجئين إلى شواطئ أوروبا وانسداد آفاق الحل السلمي القريب في سوريا.
أين النافعة إذاً؟ لقد أظهرت تطورات الأحداث أن محور الحل ينطلق من الوصول إلى قناعة بأنه لا مكان في سوريا المستقبل للرئيس بشار الأسد ولكل من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري، هذه القناعة كانت موجودة لدى الكثيرين ولكنها الآن أصبحت أكثر رسوخاً لدى آخرين مثل الأوروبيين الذين باتوا يشاهدون آثار الأزمة التي يتسبب فيها الرئيس الأسد وقنابله البرميلية وغازاته الكيميائية واستعداده لأن يحرق المعبد ومن فيه وأصبحت تمثل أمامهم تحدياً لضمائرهم ومجتمعاتهم واقتصادهم.
ومن الواضح أن الروس أصبحوا أكثر إدراكاً لضرورة رحيل الرئيس الأسد حيث باتوا يكررون بصوت عالٍ أنهم لا يدافعون عن الأسد وإنما يدافعون عن تماسك الدولة السورية ووحدتها، وأصبحوا يقولون إنهم على استعداد لمناقشة كل شيء ولكنهم يتحججون بعدم وجود البديل الجاهز المقبول، ويبدو أن التدخل الروسي جاء نتيجة الإحساس بأن النظام كان على وشك الانهيار، وأن هذا التدخل يهدف ضمن أمور أخرى إلى أن تتحكم روسيا في نهاية مقبولة بدلاً مما يطلقون عليه سيناريو الفوضى الشاملة.
كل ذلك يوحي بالمقولة الشهيرة «اشتدي أزمة تنفرجي!!» فهل تطلع الشمس على غد مشرق في دمشق؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store