Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إشكالية درجات الثانوية

صرح مؤخراً عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك عبدالعزيز بأن الجامعة قد تعيد النظر في النسبة الحالية المخصصة لنتيجة الطالب في الثانوية العامة من إجمالي النسبة المئوية الموزونة التي يتقدم بموجبها الطالب للالتحاق بالجامعة، وعليه يتم قبوله أو الاعتذار له. حالياً تحتسب الجامعة 50% لنتيجة الثانوية في حين تكتفي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بنسبة 20% فقط. أما الجامعات الأخرى فتتفاوت كذلك في درجات اعتمادها لهذه النسب.

A A

صرح مؤخراً عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك عبدالعزيز بأن الجامعة قد تعيد النظر في النسبة الحالية المخصصة لنتيجة الطالب في الثانوية العامة من إجمالي النسبة المئوية الموزونة التي يتقدم بموجبها الطالب للالتحاق بالجامعة، وعليه يتم قبوله أو الاعتذار له. حالياً تحتسب الجامعة 50% لنتيجة الثانوية في حين تكتفي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بنسبة 20% فقط. أما الجامعات الأخرى فتتفاوت كذلك في درجات اعتمادها لهذه النسب.
والذي يفهم هو توجه جامعة الملك عبدالعزيز إلى تقليص المخصص لنتيجة الثانوية العامة باعتبارها (في رأيي الخاص) أنها مؤشراً غير حقيقي في كثير من الحالات، ولا تعكس قدرات الطالب الفعلية ولا مهاراته المكتسبة. أعلم أن هذا التوجه سيغضب البعض، لكن الحق أحق أن يُتبع على كل حال.
وأخبرني زميل ثقة على علاقة بإحدى كليات الطب الخاصة أن طالباً من مدينة صغيرة نائية (أقرب إلى القرية) قد تقدم لهذه الكلية ونسبته 100% يعني كله تمام يا أفندم. وعند الرجوع إلى نتائج الاختبارات التحصيلية كانت نتيجته فيها 60% وفي القدرات كانت حصيلته درجة أخرى ضعيفة. وعندما سُئل باللغة الإنجليزية عن حاله أجاب بانجليزية ماش حالها (في حالة جيدة.. شكراً)، ثم سُئل عن عمره فأجاب بالجواب نفسه، يعني لم يحفظ غيرها مع أنه حاصل على 100% في اللغة الإنجليزية مثل بقية المواد.
وهذه عينة تعكس حال شريحة واسعة من خريجي الثانوية العامة، بل الذي لا خلاف عليه هو أن درجات وتقديرات الثانوية العامة منتفخة كثيراً، ولا تتلاءم في حالات كثيرة مع نتائج الاختبارات التحصيلية التي يجريها المركز الوطني للقياس.
ولست أدري حقاً عن مدى حجم استفادة وزارة التربية والتعليم من هذه القراءات المتناقضة حد العجب والمتنافرة حد الذهول! هل لدى الوزارة نية لتفصيص كل حالة (عجيبة) ودراسة أبعادها ومعرفة مدى أثر الضمير الميت والمجاملة السخيفة والعصبية المقيتة على انتفاخ الدرجات وارتفاع التقديرات التي أحسب أنها تسيء إلى نظامنا التعليمي أيما إساءة وتجعل كل محاولات التطوير أقرب إلى عملية حفر متواصلة في بحر عميق.
انتبهوا يا جماعة!!
salem_sahab@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store