Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اختبار الهاتف الأحمر الذي فشل فيه أوباما

إذا كنت تقف أمام بيتك وجاء شخص يرغب في سرقة دارك ، وتجنب الدخول خشية أن تمنعه فإنه سيبتعد ، ولكنه إن تجرأ ورفع يده وضربك على وجهك ولم ترد عليه وتمنعه فإنه سيجد الشجاعة في نفسه ليدخل الدار وينهب مايريد

A A
إذا كنت تقف أمام بيتك وجاء شخص يرغب في سرقة دارك ، وتجنب الدخول خشية أن تمنعه فإنه سيبتعد ، ولكنه إن تجرأ ورفع يده وضربك على وجهك ولم ترد عليه وتمنعه فإنه سيجد الشجاعة في نفسه ليدخل الدار وينهب مايريد .. وهذا ما فعلته روسيا مع الأميركيين ، ليس في دارهم ولكن في مناطق أعلنت أميركا مسبقاً أنها مناطق نفوذ وحماية تابعة لها .. إذ أقدمت روسيا على إحتلال جزيرة القرم ثم مولت وأدارت عمليات المقاومة الانفصالية في باقي أوكرانيا بينما واصل الأميركيون إطلاق التصريح تلو الآخر مهددين الروس بالويل والثبور وعظائم الأمور بدون أن يفعلوا شيئاً يؤدي فعلاً إلى إيذاء للمصالح الروسية .
لذا فعندما أعلن الأميركيون حمايتهم للمقاومة السورية وهدد أوباما الرئيس الأميركي ، بأن استخدام السلاح الكيماوي من قبل النظام السوري ضد شعبه هو خط أحمر وواصل الأسد ضرب مواطنيه بالسلاح الكيماوي غير معني بالتهديد الأوبامي لم يجرؤ الأميركيون على فعل شيء يوقفه ، فسارع الكرملين لطبخ مخرج إعلامي تقبله البيت الأبيض الأميركي بسرور كبير . وواصل الروس اختبار الأميركي في سوريا بأعمال صيانة كبيرة لقاعدتهم البحرية العسكرية هناك . وأرسلوا سفنهم الحربية إليها ، وعندما لم يتحرك أوباما لصدِّهم . أطلقوا طيرانهم الحربي في الأجواء السورية دعماً للنظام وقتلاً للمواطنين السوريين .
إدارة أوباما الحالية ، والساسة الأميركيون في واشنطن ، نجحـوا في تحويل الــقـوة الأميركية الى نمر مــــن ورق ، وأصبحت واشنطن أضحوكة فـي سياستها الخارجية ، مما أدى إلى اندفاع روسيا في تحديها لأميركا ، واقتنع الإيرانيون بأنهـم لن يتعرضوا لأي إجـــراء أميركي يضر بمصالحهــم مهما فعلوا ، وتشجعت الصين ببناء جزر وتحديد مناطق مياه إقليمية صينية حولها . ووجــــدت القوى الأوروبية الحليفة لأميركا نفسها في موقــــف ضعيف بدون رؤية واضحة للمستقبل الذي كانوا انطلقوا من سابق في التخطيط له مع الأميركيين .
ضعف الإدارة الأميركية يدفع بالعالم إلى احتمال الدخول في حرب عالمية ثالثة . وبالفعل تعددت التحليلات السياسية التي تتوقع تعرض العالم لحرب عالمية خلال السنين القليلة القادمة . إذ إن الضعف الذي تظهره الإدارة الأميركية اليوم أطلق العنان لقوى متعددة تستغل الفرص التي يتيحها الضعف الأميركي مما سيؤدي إن آجلاً أو عاجلاً إلى أن يستفيق الأميركيون فيجدوا أنفسهم ينجرون إلى مواجهة قوى عسكرية متعددة مما سيقود إلى حروب تصعيدية تدخل العالم في حرب كبيرة . وهو أمر سأعود إليه بتفصيل أكثر في مقالي القادم .
وفي تقديري فإننا قد دخلنا العد التنازلي لحرب عالمية ثالثة يتسبب فيها التردد الواضح في اتخاذ القرارات ، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية ، التي أظهرتها إدارة أوباما . وهو ما يؤكد شكوكاً كانت أبدتها هيلاري كلينتون ، المرشحة الديموقراطية حالياً للرئاسة ، وذلك خلال حملتها عام 2008 لإقناع ناخبي الحزب الديموقراطي باختيارها مرشحاً حينذاك للرئاسة عوضاً عن باراك أوباما بقولها بما معناه: إن على الحزب أن يقرر إذا كانت هي أو أوباما قادراً على اتخاذ القرار السليم عندما يرن الهاتف الأحمر الثانية بعد منتصف الليل في غرفة نوم الرئيس ليخبره بأزمة نشأت وعليه اتخاذ قرار بشأنها .!!
ص . ب 2048 جدة 21451 salah2048@yahoo.co.uk
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة