Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وفاة كلاي والشائعات!

تعاني المجتمعات بشكل عام من تفشي الشائعات فيها، ويوجد من يقوم بترويج هذه الشائعات ربما لأهداف معينة، وأحيانًا أخرى يكون ترويجها بحسن نية بسبب عدم التثبت منها، خاصة فيمن ينقل الخبر من المصدر الأول، ما

A A
تعاني المجتمعات بشكل عام من تفشي الشائعات فيها، ويوجد من يقوم بترويج هذه الشائعات ربما لأهداف معينة، وأحيانًا أخرى يكون ترويجها بحسن نية بسبب عدم التثبت منها، خاصة فيمن ينقل الخبر من المصدر الأول، ما جعلني أتناول هذه الظاهرة هو أنه قبل أيام انتشر خبر وفاة الملاكم العالمي المسلم محمد علي كلاي وتحديدًا الاثنين الماضي بحسب «العربية نت» التي ذكرت أن الخبر لا يبدو له أساس من الصحة، حيث أكدت ابنته ماي ماي، أن الأخبار التي نقلتها صحف بريطانية، حول تدهور الحالة الصحية لوالدها، نقلا عن شقيقه، غير صحيحة، منوهة أن مثل هذه الادعاءات المتكررة، لا تعكس الحقيقة وأضافت ماي ماي، أنها تحدثت مع أبيها، عبر الهاتف، وأنه بخير، لافتة إلى أنه تابع مباراة كرة قدم أمريكية في منزله بولاية أريزونا.
والسؤال ما هي أهداف شقيقه في نشر خبر غير صحيح ونفي ابنته للخبر ويبدو أن هناك تسرع من الأول في نقل الخبر وعدم تثبت، وهذه الحادثة لوفاة كلاي ماهي إلا قطرة في بحر الشائعات التي لا تنتهي وتجد النفي لها بالمرصاد (سواء حالات وفاة أو أخبار أو لقاءات أو تصريحات) فهي شائعات متنوعة، وبالشكل الذي يريده هؤلاء ونحن كمسلمين لا نختلف عن غيرنا في نشر هذه الشائعات بيد أننا بحاجة للتثبت وعدم نقل أي خبر أو معلومة دون التأكد منها وقد أرشدنا المولى عز وجل إلى علاج ذلك بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) آية (6) «الحجرات» وفي قراءة أخرى «فتثبتوا» فأمر الله بالتبين والتثبت، لأنه لا يحل للمسلم أن يبث خبرًا دون أن يكون متأكدًا من صحته، وهذا التوجيه الإلهي للذين آمنوا يقي المجتمع الخطر ويحافظ على الأسر، ويحافظ على الزواج، والشراكات، وعلى الأمة أكثر، ويقول صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع) فالمؤمن لابد له من الحذر في أن يكون عند الله من الفاسقين (الكاذبين) وكفى - والله - بذلك كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب. فالعاقل يعلم أنه ليس كل ما يسمع يقال ولا كل ما يعلم يصلح للشائعات والنشر، وأهيب بكل من يتعامل مع الشائعات بأن يبتعد عن هذا الفعل المحرم والذي وصف الله فاعله بالفاسق، وفي الوسط الرياضي تنشر شائعات عدة تتكرر باستمرار سواء في مواقع الأندية أو على مواقع التواصل الاجتماعي والبعد عنها وعدم نشرها هو المطلوب حتى يتثبت منها لأنها ربما سببت أضرارًا لآخرين معنيين بهذه الشائعات، أسأل الله أن يقينا وإياكم ذلك وأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store