Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ما يَرِدُ في المقالات.. يحمل كل الاحتمالات

المَعروف أنَّ هَذه الزَّاوية وصَاحِبها؛ مُتبلِّدَا الإحسَاس، ولَا يَشعران إلَّا قَليلًا، ونَادرًا أنْ تَأتي رِسَالة؛ تَجعل هَذه الزَّاوية تَتفَاعل وتَتحرَّك؛ استِجَابةً لطَلَب أو رَغبَة..

A A
المَعروف أنَّ هَذه الزَّاوية وصَاحِبها؛ مُتبلِّدَا الإحسَاس، ولَا يَشعران إلَّا قَليلًا، ونَادرًا أنْ تَأتي رِسَالة؛ تَجعل هَذه الزَّاوية تَتفَاعل وتَتحرَّك؛ استِجَابةً لطَلَب أو رَغبَة.. ومِن هَذه الرَّسَائِل، مَا وَصلني بَعد نَشر كِتَابة الأَحَد المَاضي بعنوَان: «يَوميّات مُتحَامِلَات عَلى الزَّوجَات»، حَيثُ ذَكَرَتْ صَاحِبَة الرِّسَالَة نُقطة مُهمّة، وهي أنَّ الأزوَاج يُصدِّقون بَعض مَا يَسمعون، وبَعض مَا يَقرأون مِن أفكَار، قَد تَكون وَارِدَة مِن بَاب الأَدَب السَّاخِر، أو المُمَازَحَة مَع النِّسَاء..!
تَقول السيّدة: (أُستَاذي «أحمد العرفج».. مَقالتك التي نُشرت -الأَحَد المَاضي- عَن الزَّوجَات مُمتِعَة.. وأنَا بشَكلٍ عَام مُتَابعة لحضُورك المُميَّز، لَكن لَعلِّي أُذكِّرك بشَيءٍ مُحزن لَنَا؛ نَحن النِّسَاء السّعوديّات، حَيثُ أَثبَتَ كَثيرٌ مِن الرِّجَال؛ أنَّهم سَريعو التَّأثُّر بِمَا يُكتب في الصُّحف، فتَرَى بَعضهم يَقرأ عَن مُشكِلَات بَعض الأزوَاج مَع زَوجَاتهم، أو صِفَات لبَعض النِّسَاء السيّئات، ويَعيشها وَاقِعًا لحيَاته، حتَّى وإنْ كَانت زَوجته أبعَد مَا تَكون عِن تِلك الصِّفَات، تَجده يُعاملها بسوء، فتَعيش مَعه في هَمٍّ وغَم..!
لَيتك يَومًا تَكتب عَن هَذا الصّنف مِن الأزوَاج، الذي يَكره المَرأة بسَبَب مَا يَسمع، ولَيس بسَبب مَا يَعيشه مَع زَوجته..!
أَعرف امرَأة بَاهِرة الجَمَال، ومُتعلِّمة، وشَخصيّتها مَرحة، ولَكن زَوجها يَعتقد فِيهَا أُمورًا سَيّئة، وكُلَّما يَرَى مُسلسلًا، أو يَقرأ قصّة، أو يَسمع شَيئًا مِن صَديق، يُعاملها بطَريقة مُختلفة، حتَّى انزَلَقَت قَدمَاه لتَصرُّفات بالسِّر؛ لَا تَقبلها أي امرَأة عَادية، فمَا بَالَك بإنسَانة مُميَّزة..؟!
إلَى مَتَى يَتصرَّف هَؤلاء الرِّجَال بحَمَاقَة، وإلَى مَتَى يَضعون اللَّوم عَلى المَرأة؟!.. هُنَاك نِسَاء حَكيمات ذَكيّات، ولَديهن أنُوثة طَاغية، وقوّة شَخصيّة، ولَسْن سَيّئات، حتَّى يُبرِّر هَؤلاء الرِّجَال سوء تَصرُّفَاتهم مَعهن، وسَبَق أنْ قَابلتُ مِنهنَّ كَثيرات؛ في مُحيط عَائلتي ومَعَارفي، وهُنَّ مَظلومات مَع أزوَاجهن..!
هُنَاك رِجَال يَمدحون النِّسَاء العَربيّات، ويَنسون أنَّ المَرأة السّعوديّة لَا يَنقصها شَيء.. فالمَرأة لَدينا مَعروفة بجَمَالها وثَقَافتها وتَعليمها، وكَثيرَاتٌ مِنهن يَطبُخن أطبَاقًا أَجنبيّة وعَربيّة، إضَافةً إلَى أنَّها بِنت بَلدك.. ألَا يَشعر هَؤلاء الرِّجَال بالحِمية تِجَاه بَنَاتنا، ويَقولوا لأَنفسهم: كَيف تَسمح الأخلَاق والرّجولَة في سَبِّ بِنت بَلدنا، ومَدْح أُخرَى لَا تُسَاوي مِنها شَيئًا..؟!.
يُصدِّق كَثيرٌ مِن الرِّجَال مَا يُكتب عَن نِسَاء أَجنبيّات؛ للتَّرويج لَهُنَّ عَلى حِسَاب المَرأة السّعوديّة، والمُصيبَة أنَّ هَذه الكِتَابة؛ تَكون بحسَابات رِجَال سعُوديين؛ حتَّى يَظهر أنَّ الكَلَام حَقيقي.. هَل تَعلم أنَّ بيوتًا تَهدّمت وأُسَر تَشتَّتت، بِسَبَب بَعض الوَافِدَات..؟!
أُستَاذي «أَحْمَد»: أنتَ كَاتِب، والله تَبارك وتَعَالى سيَسألك عَن سطُورك، أُكتب عَن بَنات بَلدك بشَيءٍ مِن الإنصَاف.. فهُنَّ يَأملن فِيكَ خَيرًا. لَك شُكري وتَقديري)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أنْ أَهمس في أُذن كُلّ رَجُل وأَقول: إيَّاكُم أنْ تَعتقدوا أنَّ كُلّ مَا تَقرأونه أو تَسمعونه؛ يَنطبق عَليكم في حيَاتكم، واعلَموا أنَّ كُلّ بَيت لَه خصُوصيّته وشَخصيّته، ولَه قصَصه وإخلَاصه، وأكبَر الأخطَاء حِين يُعمَّم الكَلَام عَلى الأشخَاص والأشيَاء..!!!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store