Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نحن وتوطين الوظائف

سئلت مرةً عن توطين الوظائف في بلادي، وهذا الحديث ذو شجون تقام له المناسبات حرفًا وصوتًا كل عام، وتمضي المناسبة، كما يمضي سواها من المنتديات والمؤتمرات وسواهما لتعود أرقام البطالة تعلو ولا تنخفض، ويتح

A A
سئلت مرةً عن توطين الوظائف في بلادي، وهذا الحديث ذو شجون تقام له المناسبات حرفًا وصوتًا كل عام، وتمضي المناسبة، كما يمضي سواها من المنتديات والمؤتمرات وسواهما لتعود أرقام البطالة تعلو ولا تنخفض، ويتحول الجدل عن توطين الوظائف إلى فتات حديث تقضمه المجالس الخاصة وكل يغنى عن ليلاه!
ولي عتاب مع الجامعات العامة في يوم المهنة كلّما أقبل أو أدبر، فهي تحرص أن تقيم الاحتفالات، وتدعو من أجل يوم المهنة من الخاص من الناس والعام، محاضرًا أو ضيفًا من المال والأعمال يحمل الآمال في يد، وفي اليد الأخرى قصة عصامية لنزرع الأعمال في أذان مخرجاتنا، وتصاحب هذه المناسبات الشركات والمؤسسات الخاصة تبحث عن احتياجها من المهن، وهذه الملتقيات شأن مرغوب ومحمود، لكن يمضي العام ويأتي يوم الحصاد وتتحول المخرجات إلى صندوق البطالة.
ماذا نريد إذًا من الجامعة، في هذا الصدد؟
نريد منها أن تكون موردًا لا ينضب للمهن التي يفتقر إليها أبناء الوطن، بدلاً من أن تطغى على مدخلاتها ومخرجاتها حمى التنظير المسير لكثير من العلوم الإنسانية! أقول هذا لا تنفيرًا منها من تلك العلوم، لكن يا جامعاتنا نريد توجيه أبنائنا إلى ما يطلبه السوق.
نريد أن تتحول يوم المهنة من مجرد هاجس كل عام للتنظير، إلى شغل شاغل لنا.
نريد من الجامعات أن تكون لها الريادة في إرشاد الطلبة لتناسب مخرجات السوق، بدلاً من مخرجات من أبنائنا وبناتنا، تعصف بهم رمال النسيان.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store