Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

البنك الزراعي: لماذا لا تتحركون؟!

أشارت هذه الصحيفة (26 يوليو) إلى مطالبة ديوان المراقبة العامة البنك الزراعي بضرورة تحصيل أكثر من 5 مليارات ريال مستحقة السداد بموجب النظام تنفيذًا للأوامر السامية والقرارات الملزمة.

A A

أشارت هذه الصحيفة (26 يوليو) إلى مطالبة ديوان المراقبة العامة البنك الزراعي بضرورة تحصيل أكثر من 5 مليارات ريال مستحقة السداد بموجب النظام تنفيذًا للأوامر السامية والقرارات الملزمة.
طبعًا من غير المتوقع أبدًا إظهار مزيد من الشفافية، فيُعلن عن أسماء وأحوال هؤلاء المتأخرين عن السداد، فتلك من خصوصياتنا المبجلة وتقاليدنا العريقة. الذي يهمني من هؤلاء أولئك الذين استفادوا من مشروعات القمح الهائلة، والتي ثبت فشلها الذريع لأنها كلفت الدولة أضعافًا مضاعفة بسبب الدعم الذي قدمته لفئة (كبار) المزارعين ممن لم يمسكوا يوماً بمعول لحرث الأرض أو منجل لحصد الزرع. والأدهى أن هذه المشروعات (الفاشلة) استهلكت مخزون المياه الجوفية في سنوات معدودة بعد أن تجمعت عبر عقود طويلة. لقد ربح هؤلاء الكبار الذين تملكوا آلاف الهكتارات وقبضوا آلاف الملايين من الريالات، ولم يخسر في المقابل إلا الوطن وأبناء الوطن.. خسروا المال والماء، وتلك عقبى المشروعات (المتهورة) التي تفتقر إلى تخطيط سليم ودراسة وافية ومسؤولية واضحة، في حين ترتكز إلى مصالح ضيقة واعتبارات واهية وأحلام وردية فارغة.
الكارثة أن تكون هذه المليارات الخمسة نائمة في أرصدة هؤلاء القلة الذين ربحوا كثيراً، ثم هم يمتنعون اليوم عن التسديد الميسر بالرغم من كل ما قدمته لهم الدولة وجاد به الوطن.
الخوف كل الخوف أن يكون هؤلاء من فئة (نجوم السماء أقرب للبنك)، أو الذين يسميهم الخواجات The untouchables، وإلا ما الذي يمنع البنك الزراعي من تحصيل المستحق له عاجلاً أو حتى آجلاً بالرغم من مرور كل هذا الوقت؟ ولو كان أحد المتأخرين من فئة المستضعفين، لما تردد البنك في استخدام كل سلطاته القانونية والتنفيذية لإجباره على السداد أو البدء في إجراءات إعلان الإفلاس والتصفية ابتداء بوقف الحسابات البنكية والمنع من السفر والاتصال المتكرر و(الجرجرة) في الشرطة والمحاكم.
كيف تكون للجهات الحكومية هيبتها إذا لم تسارع إلى استرداد حقوقها وتحصيل أموالها؟ ولكن شريطة أن يكون العدل شعارها والمساواة آلية تنفيذها والخوف من الله طريقها إلى رضا الله أولاً ثم رضا الناس لاحقًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store