المبتكرون في العالم

مقياس الابتكار الكوني (Global Innovation Index) هو مقياس طورته جامعتا كورنيل الأمريكية وانسياد الفرنسية بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، ويهدف هذا المقياس الى تسليط الضوء على حالة الابتكار في العالم وذلك عن طريق جمع المعلومات والتقارير من 141 دولة في العالم، ويبنى المقياس على سبعة عناصر هي: كفاءة المؤسسات العلمية الوطنية، رأس المال البشري ومستوى البحث العلمي، البنية التحتية في المجتمع، مدى تطور بيئة الأعمال، وبيئة الأسواق، مخرجات المعرفة والتقنية، والمخرجات الخلاقة في المجتمع، ولكل من هذه العناصر تعريف مفصل لا يتسع المجال للتطرق اليه.
في عام 2015 م حازت على الخمس مراتب الأولى كل من: سويسرا والمملكة المتحدة والسويد وهولندا والولايات المتحدة على التوالي، ولقد علقت الوزيرة المختصة بشؤون الملكية الفكرية في بريطانيا على ارتفاع ترتيب بلادها من المركز العاشر في العام الماضي الى المركز الثاني في هذا العام قائلة: «إن المملكة المتحدة تحتفظ بتقاليد راسخة في إنتاج الأفضل في العلوم والأبحاث، فمع أننا لا نمثل أكثر من 1% من سكان العالم إلا أننا ننتج 16% من أكثر تقارير الأبحاث المتميزة في العالم».
عزا التقرير التميز في الابتكار الذي حققته الدول ذات المراتب العليا إلى المستوى المتفوق لجامعاتها، ودرجة انتشار الأبحاث التي تصدر فيها، والبعد الدولي لبراءات الاختراع الصادرة فيها، وكان تفوق المستوى العلمي للجامعات مشهوداً بالذات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ويضيف التقرير أن التفوق في الابتكار لا يتأتى مصادفة بل هو نتاج سياسات محددة ذات أهداف واضحة ومؤسسات قادرة على الإنجاز، كما يؤكد التقرير على أهمية الربط بين مجتمع الأعمال والهيئات العلمية والبحثية المتخصصة.
يصنف التقرير المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة والأربعين، وهي مرتبة لا بأس بها وإن كنا نطمح إلى ما هو أفضل منها، والمملكة بذلك تحتل المرتبة الثانية في الدول العربية بعد دولة الإمارات العربية المتحدة، وأتمنى أن تتولى إحدى الجهات الرسمية مثل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مهمة متابعة هذا المقياس ومراجعة البيئة والسياسات المواتية لتحقيق التقدم المنشود فيه.