شركات التجزئة «الغذائية» تسحب البساط من المحلات الصغيرة

يرى اقتصاديون ومراقبون أن سوق تجزئة المواد الغذائية يسير نحو احتكار الشركات الكبيرة، التي تمتلك سلاسل من مراكز التجزئة الكبرى ذات الماركات المعروفة في السوق السعودي وتنتشر في كل قرى ومدن المملكة، وقالوا لـ«المدينة»: إن السنوات القليلة المقبلة ستكون كفيلة بخروج الكثير من محلات التجزئة الصغيرة والبقالات من الأسواق نظرًا لعدم القدرة على منافسة هذه الكيانات العملاقة التي ستسحب البساط منها، معللين ذلك بما تقدمه تلك المحلات من تخفيضات وعروض موسمية مستمرة بخلاف محلات التجزئة الصغيرة «البقالات».
ويرى الخبير الاقتصادي والمالي فاروق الخطيب، أن ظهور كيانات التجزئة الكبرى ليس جديدًا في الاقتصاد السعودي، فقد ظهرت قبل أعوام عدة، لكن إمكاناتها في ذلك الوقت كانت قليلة وضعيفة وانتشارها ليس كبيرًا وقد يكون محدودًا في فترات زمنية معينة، وهذا شجع انتشار محلات السوبر ماركت المتوسطة والكبيرة مع وجود البقالات، ولكن ومع بداية السنوات الأخيرة باتت هذه الكيانات تكبر كثيرًا وتنتشر بشكل واسع وشجعها على ذلك الطلب المتنامي من المستهلك السعودي، ما أوجد تهديدًا كبيرًا وواضحًا على أسواق البقالات الصغيرة والمتوسطة والتي بدأ عدد منها الخروج من السوق، نظرًا لأنها غير قادرة على المنافسة.
وأوضح أن الدراسات الاقتصادية المتخصصة تؤكد أن هذه السلاسل من الأسواق ستنتشر بشكل أكبر مع مرور الأيام وستكون هي مصدر التموين الرئيس لكل البيوت في المملكة.
ويقول الخبير الاقتصادي سالم باعجاجة: إن احتكار الشركات الكبرى هو عرف عالمي في الاقتصاديات الرأسمالية العملاقة والمتوسطة وهذا ليس مخيفًا ولا يدعو إلى القلق طالما وضعت التشريعات المناسبة التي تكفل حقوق جميع الأطراف دون استثناء، وأضاف أن عمليات الاستحواذ الكبرى التي ظهرت في السنوات الخمس الأخيرة في أسواق التجزئة التموينية لم تكن لها أي انعكاسات سلبية على المستهلك النهائي لا من ناحية جودة الخدمة ولا من ناحية الأسعار.
ويقول محمد عاشور»محاسب» في أحد المراكز التجارية النموذجية لبيع المواد الغذائية، إن الفرق بين المراكز التجارية ذات الأسماء الشهيرة وبين الدكاكين الصغيرة أو البقالات هو وجود خيار أوسع من السلع لدى المستهلك، كذلك حملات التخفيضات الموسمية وزيادة مساحة ورقعة المكان.
أما خالد الغامدي «صاحب سوبر ماركت» فيقول: نحن نتميز عن المراكز التجارية بسهولة تواجدنا داخل الأحياء الصغيرة والكبيرة، وافتتاح محل لا يحتاج لمساحة كبيرة بخلاف المراكز التجارية للمواد الغذائية، مشيرًا إلى أن القطاع يعاني من سيطرة العمالة الوافدة بنسبة تتجاوز 80 % من حجم السوق.