Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

هل هناك حرب عالمية ثالثة ؟

نذر حرب عالمية ثالثة تتجمع .. ولكن هل ستقع الحرب ؟ .. كثير من المحللين السياسيين والاقتصاديين والعسكريين في أوربا وأميركا وآسيا أدلوا بدلوهم في هذا الأمر خلال السنين القليلة الماضية..

A A
نذر حرب عالمية ثالثة تتجمع .. ولكن هل ستقع الحرب ؟ .. كثير من المحللين السياسيين والاقتصاديين والعسكريين في أوربا وأميركا وآسيا أدلوا بدلوهم في هذا الأمر خلال السنين القليلة الماضية.. وأخذت وتيرة هذه التوقعات تتصاعد مؤخراً .
ماهي النذر التي يتحدثون عنها ؟ .. معظم الذين يتحدثون عن حرب عالمية ثالثة مقبلة يقارنون ذلك بما كان يحدث وأدى إلى الحرب العالمية الأولى ثم الحرب العالمية الثانية .. ومن الملاحظ أن الحروب بأحجام مختلفة وقعت وتكررت وتوسعت ولم يطلق عليها مسمى ( حرب عالمية ) حتى دخلت فيها الولايات المتحدة الأميركية التي تمددت حروبها إلى مساحات واسعة واستخدمت فيها أعداداً هائلة من البشر وأنواع أسلحة الدمار .
تبدأ الحرب العالمية بمحاولة أطراف اختبار ردود أفعال القوى الكبرى بتوسيع دائرة نفوذها ومصالحها وكمثال احتلال إيطاليا لأثيوبيا عام 1935 ، قبل الحرب العالمية الثانية ، وكذلك غزو اليابان للصين بعدها بسنتين (1937).. وشبيه بهذين المثالين ما يحدث اليوم ، ففي 27 فبراير العام الماضي احتلت القوات الروسية جزيرة ( القرم) الأوكرانية ، وساهمت في إشعال الاضطرابات في البلاد ، وهو أمر يشبهه البعض بما قام به البلشفيون الروس بدايات الحرب العالمية الثانية ..
من ناحيتها تسعى الصين لاحتلال ما تعتبره مكانها الخاص في العالم عبر إبحار حاملات طائرات وتحويل مجموعة جزر ( سنكاكو ) شرق بحر الصين من مجرد صخور جرداء إلى قواعد عسكرية متكاملة بردم البحر وتحويلها إلى جزر أكبر. مع أن اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية والفلبين تعتبر بعض من هذه الجزر تابعة لها .. ودخلت هذا الشهر سفينة حربية أميركية المياه الإقليمية لهذه الجزر في تحدٍّ واضح ومعلن للقرار الصيني .. وكانت الصين قد وقَّعت في ديسمبر 2013 معاهدة دفاع نووي مع أوكرانيا ، التي تواجه تحدياً أوربياً وأميركياً تتعهد بموجبه بتقديم الدعم في حال تعرض أوكرانيا لأي تهديد نووي..
كثيرون يقولون إن التشابه الكبير بين الحربين العالميتين ، الأولى والثانية ، كان الاقتصاد .. إذ ساعدت الحرب العالمية الأولى على تعافي أميركا من كساد تواصل لسنتين قبل الحرب ، بينما قضت الحرب العالمية الثانية على ما كان يسمى ( الكساد العظيم ) في أوربا وأميركا وغيرها من الدول.. وفي الوقت الحاضر تعيش أوربا أزمة اقتصادية خانقة ويعاني الاقتصاد الأميركي من مشكلات متعددة ، ووصل الدين الأميركي إلى حوالي (17) تريليون دولار ، منها حوالي سبعة بالمائة تدين بها للصين التي يمكنها أن تدفع إلى انهيار الاقتصاد الأميركي ، وكثير من دول العالم بما فيها أوربا ، فيما إذا قررت التخلص من المديونية الأميركية .
فعلاً يعيش العالم مخاض حرب عالمية ثالثة .. إلا أن نتاج قيام حرب عالمية هذه الأيام من الصعب تصورها ، فوسائل الدمار المتوفرة لأميركا والصين وروسيا وأوروبا مدمرة بشكل يجعل من الصعب تصور كيف سيكون عليه ما يتبقى من العالم بعد هذا الدمار ..

ص . ب 2048 جدة 21451 salah2048@yahoo.co.uk
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store