Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الاستنارة بقناديل الاستشارة..!

الاستشَارة فَنٌّ لَا يُجيده الكَثير مِن النَّاس، فهُم يَسألون الشَّخص الذي لَا يَعرف، لَعلّه يُلهمهم إلَى الصَّوَاب، وكُتب التُّرَاث كَثيرة، تِلك التي تُؤكِّد أنَّ المُستشَار مُؤتَمن، وأنَّ القَوم إذَ

A A
الاستشَارة فَنٌّ لَا يُجيده الكَثير مِن النَّاس، فهُم يَسألون الشَّخص الذي لَا يَعرف، لَعلّه يُلهمهم إلَى الصَّوَاب، وكُتب التُّرَاث كَثيرة، تِلك التي تُؤكِّد أنَّ المُستشَار مُؤتَمن، وأنَّ القَوم إذَا تَشاوروا؛ هَدَاهم الله إلَى أَرْشَد الأمُور، وأنَّ المَشورة هي عِبَارة عَن مُشَاركة الآخرين في عقُولهم، حتَّى قَال الإمَام «علي بن أبي طالب» -كَرّم الله وَجهه-: (مَن شَاوَر النَّاس شَاركها في عقُولِهَا)..!
ولَكن مَن هو الشّخص الذي يَستحقّ أنْ نَستَشيره؟ هَذا هو السُّؤال الذي يَجب أنْ نُحدّد مَلامحه، في الإجابَة الوَاضِحَة الشَّافية.. يَقول العُقلاء: إذَا أَردتَ أنْ تَستَشير؛ فاسأل خَبيرًا، ونَعني بالخَبير هُنَا، الشَّخص المُتخصّص والمُلمّ وصَاحب التّجربَة، وحتَّى لَا تَتوه الأمُور ونَخلط بَين اللّب والقشُور، دَعونا نَطرح هَذا المِثَال:
هَبْ أنَّك ستَشتري سيّارة، هُنَا يَجب عَليك أنْ تَستشير شَخصًا مِن ذوي الكَفَاءَة والمَعرفة، الذي يُعطيك المَعلُومَة، ويُقنعك بالدَّليل والبُرهَان، مِثل صَديقنا «محمد الحازمي»، نَظرًا للعُمر الطَّويل الذي أَنفقه في عَالم السيّارات، فمَثلاً يَقول لَك: اشترِ السيّارة الفُلانية، ثُم يُعطيك الأدلّة، فيَقول مَثلاً: إنَّ هَذه السيّارة جَيّدة أثنَاء البَيع؛ وأثنَاء الشِّرَاء، وزبُونها جَاهز، كَما يُقنعك بأنْ قِطَع غيَارها مُتوفِّرة، ووَكيلها مُتجَاوب وفَعّال في الصّيَانَة، وخِدمة مَا بَعد البَيع..!
ثُمَّ يُضيف نُقطَة ثَالِثَة يَقول فِيهَا: السيّارة ذَات مُحرِّكات جَيّدة وقَويّة، تَصبر عَلى الأذَى والمَطبّات، التي صَارت مِن خصُوصيات مُدننَا.. ثُمَّ يَختم كَلامه قَائلاً: هَذه السيّارة مِن المُمكن شَراؤها عَبر الأقسَاط المُريحَة..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي التَّأكيد عَلى ضَرورة بَذل الجُهد؛ في اختيَار النَّاس الذين نَستشيرهم، حتَّى لَا نَتحوَّل إلَى حَقْل تَجارب، أو نَقع ضَحيّة لمَشُورة أُناس جُهلاء، مِثل أُولئك الذين نَجلس مَعهم في المَقْهَى، أو أُولئك الذين يَتبرَّعون في مَواقع التَّواصُل الاجتمَاعي، ويُغدقون عَلينا الاستشَارات المَجانيّة تَحت أسمَاءٍ مُستَعَارَة..!!
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store