ذَكَرْتُ في مَقالِ يَوم أَمس؛ أنَّ الاستِشَارة فَنٌّ يُجب أنْ نُعطيه أكبَر الاهتمَام، لأنَّ حيَاتنا -بشَكلٍ أو بآخَر- قَائِمَة عَلى الاستِشَارَات.. مِن هَذا البَاب -أو لِنَتفلسف أكثَر ونَقول: مِن هَذا المُنْطَلَق- دَعوني أُشاطركم بَعض مَا عَثرتُ عَليهِ؛ في كُتب الفَلسفة، حَول مُوَاصفات وخصَائص الاستِشَارَة، ومَزَايا المُستَشَار..!
لِقَد اختَصَر أَحَد الشُّعرَاء مَزَايَا المُستَشَار؛ في ثَلاثة أمُور، وهي: الودّ الصَّادِق، ووَفرة العَقل، ومَعرفة المَوضوع الذي يَتحدَّث فِيه، حَيثُ يَقول ذَلك الشَّاعِر:
خَصَائِصُ مَن تُشَاوره ثَلَاثٌ
فخُذ مِنهَا جَميعاً بالوَثيقَة
وِدَادٌ خَالصٌ ووُفورُ عَقلٍ
ومَعْرِفَةٌ بحَالِكَ والحقيقَة
فمَن حَصُلَت لَه هَذي المَعَانِي
فتَابع رَأيَهُ والزَم طَريقَه!!
ثُمَّ أَوغَل العَرَب، فحَذَّروك مِن بَعض النَّاس الذين تَستشيرهم، فقَالوا: (لَا تَستشر جَبَاناً فيُخوّفك، ولَا حَريصاً فيَعِدَك مَا لَا تَرتجي)..!
وإذَا تَجَاوزنا هَذه الصَّفحَة؛ مِن مُوَاصَفَات المُستَشَار، سنَجد التَّحذيرَات تَقودنا؛ إلَى النَّهي عَن استشَارة مَن يَحمل مُوَاصفات مُعيّنة، حَيثُ قَال حَكيم العَرب «قسّ بن سَاعدة»: (لَا تُشاور مَشغولاً ولَا جَائِعاً، ولَا مَذعوراً ولَا مَهمُوماً)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أنْ نُؤكِّد عَلى أَهميّة استشَارة مَن نَثق بقُدرَاتهِ، ولَيس مَن نَثق بحُبِّه، فلَو كَان الإنسَان لَا يَستشير إلَّا مَن يُحبّ، فلَن يَستشير إلَّا أُمّه.. وبَعد تَلقِّي المَشورة، اتّخذ قَرَارك -بَعد اتّكالك عَلى الله-، حَيثُ قَال الفَيلسوف الجَميل «سُقرَاط»: (شَاور الجَميع ثُمَّ شَاور نَفسك)..!!!
T: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com
لا عيب في الاستدارة للتزود بالاستشارة
تاريخ النشر: 06 نوفمبر 2015 00:20 KSA
ذَكَرْتُ في مَقالِ يَوم أَمس؛ أنَّ الاستِشَارة فَنٌّ يُجب أنْ نُعطيه أكبَر الاهتمَام، لأنَّ حيَاتنا -بشَكلٍ أو بآخَر- قَائِمَة عَلى الاستِشَارَات..
A A