Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المال ليس كل شيء

رغم أن سياسة إنفاق الأموال الطائلة لجلب اللاعبين الموهوبين تعتبر سياسة مجدية بالنسبة للأندية الغنية ، إلا أن سياسة الاعتماد على مدراء فنيين قادرين على تأسيس أجيال كاملة من اللاعبين القادرين على تنفيذ الاستراتيجيات التي يضعها المدراء الفنيون الموهوبون ، تبقى من وجهة نظري هي السياسة الأكثر جدوى مهما بلغ حجم الأموال التي يمتلكها النادي .

A A

رغم أن سياسة إنفاق الأموال الطائلة لجلب اللاعبين الموهوبين تعتبر سياسة مجدية بالنسبة للأندية الغنية ، إلا أن سياسة الاعتماد على مدراء فنيين قادرين على تأسيس أجيال كاملة من اللاعبين القادرين على تنفيذ الاستراتيجيات التي يضعها المدراء الفنيون الموهوبون ، تبقى من وجهة نظري هي السياسة الأكثر جدوى مهما بلغ حجم الأموال التي يمتلكها النادي .
فريق ريال مدريد على سبيل المثال فشل العام الماضي في إحراز أي لقب رغم أن إدارة النادي أنفقت أكثر من نصف مليار دولار للتعاقد مع كريستيانو رونالدو وكاكا وتشافي ألونسو وهيغوايين وكريم بن زيمة وغيرهم . أما فريق تشلسي اللندني فقد أنفق منذ مجيء مالك النادي الملياردير الروسي ابرايموفتش مبالغ خرافية ، ومع ذلك فإن النادي حقق مع المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو بطولة الدوري مرتين متتاليتين ثم صام بعد إقصاء مورينيو عن إحراز البطولات الكبرى إلى أن وصل المدير الفني الإيطالي ذو الشخصية القوية كارلو أنشيلوتي ، فحقق الفريق بطولة الدوري والكأس رغم أن الفريق لم يتعاقد مع أي لاعب بسبب العقوبة التي فرضها الإتحاد الأوروبي على تشلسي لمدة عام !
على العكس من ذلك تماما فقد استطاع فريق مانشستر يونايتد تحت قيادة مديره الفني الأسكتلندي ألكس فيرجسن من الفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتاليات . كما استطاع الفريق الفوز في موسم 2007 – 2008  بكل من بطولة الدوري وبطولة أوروبا معا . وفي الموسم 2008 – 2009 استطاع النادي إحراز لقب بطولة الدوري والحصول على لقب وصيف البطولة الأوروبية . والملفت أن هذه الإنجازات تمت بدون التعاقد مع أسماء كبيرة إلا إذا استثنينا المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي رحل من النادي قبل عامين من الآن .
المشكلة أن بعض الفرق تضع العربة قبل الحصان وليس العكس . إنهم يجلبون اللاعبين الكبار والأسماء المميزة في عالم كرة القدم ثم يتعاقدون مع المدير الفني الذي يجد نفسه متورطا ومطالبا في نفس الوقت بوضع استراتيجية لعب تتوافق مع الأسماء التي يمتلكها النادي . في حين يعمل المدراء الفنيون أصحاب الفكر الخلاق على وضع الاستراتيجيات ثم يستعينون باللاعبين المناسبين لتنفيذ هذه الاستراتيجيات . وغالبا ما يكون كثير من هؤلاء اللاعبون مغمورين أو أنصاف مشهورين لا لشيء إلا لكي يتأكد المدير الفني من نقطة الولاء والاستيعاب حيث تنشأ هذه النوعية من اللاعبين على فكر المدير الفني وفلسفته الخاصة .
وراء كل فريق عظيم مدير فني أعظم .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store