Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الإعلام رسالة

إحدى إذاعات الـ إف إم تجاوزت حدود الأدب في حوار إذاعي لا يليق ببلادنا، وهو حوار خادش للحياء، وإذا ذهب الحياء حل البلاء، وقد كتب عنها الأستاذ محمد معروف الشيباني مقالًا مما جاء فيه «أخرجونا بكل أسف من

A A
إحدى إذاعات الـ إف إم تجاوزت حدود الأدب في حوار إذاعي لا يليق ببلادنا، وهو حوار خادش للحياء، وإذا ذهب الحياء حل البلاء، وقد كتب عنها الأستاذ محمد معروف الشيباني مقالًا مما جاء فيه «أخرجونا بكل أسف من الانغلاق الإعلامي إلى الفوضى الإعلامية» وقد تم تداول المقال في مواقع كثيرة، وأرسلت حوله تغريدات كثيرة، مما يؤكد صيحة الغيرة لدى الجمهور من انحدار مستوى العمل المهني في هذه الإذاعات، وانحدار مستوى التأهيل لمذيعيها ومذيعاتها.
وقد أرسلت تغريدة لاقت صدى في تناقلها، نصها «كان الانحدار الإعلامي في الفضائيات العربية وما زال، وامتد الآن لإذاعات الـ إف إم، لله جيل مضى يرى الإعلام رسالة» فمن يعرض على ذهنه الجيل الإعلامي السعودي السابق بل الأجيال يدرك ما كان يبذل من جهد لتأهيل المذيع والمذيعة قبل أن ينبس بكلمة واحدة في استديو الإذاعة، بدءًا من التجربة الصوتية المبدئية عن الصوت والأداء واللغة وانتهاءً بالوصول إلى قراءة موجز، ثم نشرة أخبار التي تصل إلى سنتين وقد لا يصل إليها المذيع.
المذيع أو المذيعة يدرب على الحوار ومن أهمه الرقي بلغة الحوار لا الهبوط إلى مستوى لغة الشارع، لأن الإعلام رسالة للتثقيف أو الترفيه أو إيصال الخدمة الإعلامية في السياسة والأخبار بكل أنواعها، وأنا لا أقول ذلك عن جهل بهذه المهنة بل عن خبرة قضيت فيها ربيع عمري، وعن معرفة بالعمل المهني في الإذاعات العربية والعالمية.
الحوار يكون مرتبًا مسبقًا بين المذيع والمذيعة ومحددة محاوره، ولم يكن المذيع والمذيعة يدخلان الاستوديو قبل الترتيب، أما الثرثرة المرتجلة في الاستديو التي تصل أحيانًا إلى الميوعة وخدش الحياء العام، فليست من الفن الإذاعي في شيء، وإذا تحول الحوار إلى ثرثرة تخلّ بالآداب العامة وتخدش الحياء والأعراف الاجتماعية فذلك ليس مكانه الإذاعة ذات المستوى العالي من الحوار.
إذاعات الـ إف إم انطلقت وهي خالية الوفاض من الأعراف الإعلامية، وظن مذيعوها ومذيعاتها أن الجرأة والخروج على الأعراف الاجتماعية هي ارتقاء بالفن الإذاعي، لأنهم لم يؤهلوا وقد يكونون لم يدرسوا إعلامًا ولم يدربوا وظنوا أن العبثية في الحوار والهبوط بمستواه عمل إعلامي، ومن ذلك اللغة التي تستخدم كثيرًا اللهجات العامية العربية من مذيعات غير سعوديات، وهن لا يعرفن الفصحى، وإن كان لابد من العامية فلتكن عامية محلية بل إن استخدام عامية وافدة يشعر أن هذه العامية أرقى من العامية المحلية والخلاصة أن الإعلام رسالة وليس انحدارًا بالمهنة.
فاكس: 0112389934
ibn-jammal@hotmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store