Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

صديق عمري عبدالله

بدأت صداقتي بعبدالله عندما كنت في التاسعة من العمر و كانت والدتي تعطف عليه لأنه يتيم الأب فتطلب مني دعوته للغداء في بيتنا وكان يكبرني بسنتين ولكني استطعت أن أتصرف بشكل يجعلني معه في نفس السنة في الم

A A
بدأت صداقتي بعبدالله عندما كنت في التاسعة من العمر و كانت والدتي تعطف عليه لأنه يتيم الأب فتطلب مني دعوته للغداء في بيتنا وكان يكبرني بسنتين ولكني استطعت أن أتصرف بشكل يجعلني معه في نفس السنة في المدرسة إذ كنت أدرس كل سنتين بسنة فأنتقل من السنة الأولى إلى الثالثة ومن السنة الثالثة إلى الخامسة.
التحقت بعد ذلك بكلية الحقوق في جامعة فؤاد الأول والتحق أخي عبدالله حبابي بكلية التجارة واستمرت صداقتنا وعندما تخرجنا ذهب هو إلى العمل بالخارجية وذهبت أنا إلى المالية وعملت فيها، ولم تنقطع صداقتنا وبعد أن ذهب هو إلى السفارات المختلفة كنا دائما على اتصال وقد قابلته في كثير من السفارات التي كان يعمل بها سفيراً مثل أفغانستان وسفارة في غرب أفريقيا وفي البرازيل وكان رحمه الله يجيد التحدث بلغات مختلفة وكان محبوباً عند من يعرفه ،دمث الأخلاق، ذا ثقافة عالية، ودبلوماسياً قديراً يهتم بالشعر وصاحب إطلالة قلم ويستمتع بالطرب الأصيل وخصوصاً أغاني الاستاذ محمد عبدالوهاب والسيدة أم كلثوم . وأذكر عندما كنا في مكة قبل ذهابنا إلى مصر كنا نذهب كمجموعة من الطلبة في رحلات وكان يغني لنا واستمرت موهبته في الغناء منذ ذلك الوقت إلى أن توفاه الله.
قبل وفاته رحمه اللَّه كنت في لندن وكان يزورني في الأسبوع أكثر من مرة وكان قد بدا عليه الإعياء ولكنه بذاكرته المدهشة يذكر كل أغاني عبدالوهاب ويذكر كل أغاني أم كلثوم ويغنيها بكل ألحانها وكنا نستمع إليه مستمتعين مندهشين. كان يأتينا مع زوجته الفاضلة والتي كانت جزاها الله خيراً ترعاه وتعتني به ومعهم أبناؤهم وأحفادهم . وقد توفاه الله ولم أكن بجانبه، إذ كنت في جنيف وكان في لندن وقد نقل إلى مكة ودفن بها وانتهت بذلك علاقتنا وانتهت بذلك صداقتنا ولكن الصداقة لا تنتهي بهذا المعنى فسيبقى في ذاكرتي ما بقيت حياتي.
أسأل الله أن يحفظ زوجته وأبناءه ويلهمهم الصبر والسلوان ، وأسأل الله أن يجمعني به في جنة الخلد عندما أرحل عن هذه الدنيا.
والحمد لله رب العالمين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store