دا أنا غلبان..!!

لفت نظري تحقيق عن أكرم 10 بلدان في العالم جاءت فيه دولة ميانمار، رغم ضعف اقتصادها، في رأس القائمة، واحتلت المراتب الباقية كل من الولايات المتحدة، كندا، إيرلندا، نيوزلاندا، أستراليا، ماليزيا، المملكة المتحدة، سيرلانكا، وأتت في المرتبة العاشرة دولة ترينداد وتوباغو في جزر الكاريبي، والتي بالرغم من كونها إحدى دول العالم الفقيرة، إلا أن شعبها كان أكرم من سكان الكثير من دول العالم الأول. إذ تبرع 49% من سكان هذه البلاد بأموالهم العام الماضي، بينما ساعد 75% منهم شخصاً غريباً.
***
الغريب أنه لم يحتل سكان الدول العربية، التي تتغنى شعوبها بمآثر الكرم والضيافة، نصيباً في هذه القائمة، وحلّ الشعب المصري في المرتبة العشرين، كأكرم شعب عربي. وجاءت سوريا في المرتبة الثلاثين، والعراق في المرتبة الـ 43، والسعودية في المرتبة الـ 47، ولبنان في المرتبة الـ 65، والأردن في المرتبة الـ 99، ولم أجد بين تلك الدول قطر، التي تحتل رأس قائمة أغنى دولة في العالم حيث يصل نصيب الفرد فيها نحو 105.091 دولار من الدخل الإجمالي..!!
***
وهكذا فإن حالة المواطن العربي اكتشفها زعيم الفكاهة عادل إمام منذ ما يُقارب أربعة عقود عندما تحدث على لسانهم في خطابه لرئيس المحكمة التي جاءت به “شاهد ما شفش حاجة” قائلاً: “دا أنا غلبان”… فقد عبرت كلمته عن حال المواطن العربي اليوم، وكانت شاهداً على كل حاجة.
#نافذة:
[[منزلى فى كل شارع .. وفى كل ركن وكل باب
وأكتفى بصبرى وصمتى .. ثروتى حفنة تراب
ما أخاف الفقر لكن كل خوفى من الضباب
ومن غياب الوعي عنكم .. كم أخاف من الغياب]]
الشاعر التونسي مازن الشريف
nafezah@yahoo.com