* كتبتُ أكثر من مرة كما كتبَ غيري كثيرون عن واقع إشكالي خطير على البناء العام للمجتمع السعودي في أيامه الحاضرة وفي مستقبل أيامه. ذلك الإشكال يتمثل في الرؤية السلبية القبيحة لكل من الرجل والمرأة للآخر. فالمرأة السعودية وضعت «السبعة وذمتها» في رقبة الرجل وجعلت كل مشاكلها وأحزانها وأتراحها ومآسيها واكتئابها في الرجل ولا أحد غيره.
* وبحسب هكذا رؤية تورد المرأة أمثلة منها أنها تربت في حضن رجل وهو الأب وعاشت مع رجل وهو الأخ وانتقلت إلى حياة رجل ثالث وهو الزوج ولكل واحد من هؤلاء الرجال دور في صياغة حياتها وتشكيل شخصيتها فهي ان أصبحت شرسة وسليطة لسان لان الذي علمها هو الرجل وهو الملام وتغفل عن قول الحق سبحانه وتعالى: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
* بل بلغ الحد بالمرأة السعودية إلى وصف الرجل السعودي بأوصاف قميئة وصفات قبيحة جداً حتى في طريقة لبسه فهو دائم التواجد في البيت بالفانيلة (الحمالي) والسروال الشورت وهو مغرور ومتعجرف و «شايف نفسه» كما انه لا يعرف كيفية التعامل مع المرأة برومانسية وشاعرية إلى آخر الأوصاف التي لا تقال إلا في أسوأ المخلوقات.
* في المقابل الرجل لم يُقصر في تصوير المرأة بأحقر الصور وأقذع الألفاظ فهي متخلِّفة وهي جاهلة وهي سليطة لسان وسلوك ومتطلباتها المادية كثيرة وكسولة وغير أنيقة أو رشيقة إلى آخر الأوصاف التي لا تقال إلا لمن لا ينتمي إلى بني البشر. ولهذا فهو يبحث عن الحب والحنان والدفء في غير بنات بلده وبيئته.
* هكذا حال هو في يقيني إشكالية مجتمعية خطيرة ليس لأنها تسيء إلى صورة الرجل أو المرأة السعوديين بل لأن فيها تدميراً للبناء العام للمجتمع السعودي فأساس هذا البناء هو الرجل كما هي المرأة السعوديين وتكوين الأسرة السعودية هما الأساس فيه. فالرجل الذي لا يرى في ابنة بيئته سوى السوء سيلجأ إلى بيئات أخرى مجاورة وهكذا المرأة. وانا هنا لا أقول أن الزواج من غير السعوديين رجالاً ونساء خطأ بل أن يتحول إلى (عام) فخطير جداً. فنسبة العنوسة ستزداد بين الجنسين وتزداد معها المخاطر السلوكية المرتبطة بها.
* وفوق هذا وذاك إن كانت هذه هي النظرة السائدة بين الطرفين عن بعضهما البعض فكيف سيتربى الأطفال؟ وكيف سينظرون إلى الأب أو إلى الأم وهم يرونهما كالقرود والديوك في صراع ليل نهار؟ ثم كيف ستسود الألفة والوئام والمحبة بين أفراد المجتمع في عمومه وأهم طرفيه ينظرون إلى بعضهما البعض بهكذا صورة؟
* أدرك أن معالجة هذه الإشكالية ليست بالأمر الهين ولكني أوقن في ذات الوقت أننا جميعاً في هذا المجتمع معنيون بوضع أسس لحلها وفي مقدمة ذلك التفكير الجاد الذاتي من كل من المرأة والرجل إلى إيجاد وسيلة تواصل في حدها الأدنى على أقل تقدير لإعادة الروح إلى وئام وتفاهم افتقدناهما كثيراً في العقود الثلاثة الأخيرة من عمرنا المجتمعي.
مشكلة مجتمع
تاريخ النشر: 02 أغسطس 2010 04:37 KSA
* كتبتُ أكثر من مرة كما كتبَ غيري كثيرون عن واقع إشكالي خطير على البناء العام للمجتمع السعودي في أيامه الحاضرة وفي مستقبل أيامه. ذلك الإشكال يتمثل في الرؤية السلبية القبيحة لكل من الرجل والمرأة للآخر. فالمرأة السعودية وضعت «السبعة وذمتها» في رقبة الرجل وجعلت كل مشاكلها وأحزانها وأتراحها ومآسيها واكتئابها في الرجل ولا أحد غيره.
A A