Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رعاية المسنين.. مسؤولية مَن؟!

الفئة الغالية على قلوبنا، التي نكنُّ لها كل التقدير والاحترام، هي فئة كبار السن، من الوالدين، والأقربين الذين بلغوا من العمر عتيًّا، وقدّموا، وخدموا، وربّوا، وتعبوا، ليُقدِّموا لنا نماذج معطاءة، خدمت

A A
الفئة الغالية على قلوبنا، التي نكنُّ لها كل التقدير والاحترام، هي فئة كبار السن، من الوالدين، والأقربين الذين بلغوا من العمر عتيًّا، وقدّموا، وخدموا، وربّوا، وتعبوا، ليُقدِّموا لنا نماذج معطاءة، خدمت هذه البلاد، وما زالت تُقدِّم العطاءات الكثيرة للتربية الصالحة، والقدوة الحسنة التي تميّز بها جيل الروّاد الأوائل من الآباء والأجداد، الذين حبوا هذه البلاد نشأةً واستقرارًا على أرضها، فكان ديدنهم الحب والعطاء والولاء لهذه الأرض المباركة، وحكّامها الموفّقين لخدمة الشعب، والإسلام، والمسلمين.
كثر العقوق (في زمننا هذا) من الأبناء تجاه الآباء والأمهات، وأصبح كبير السن الذي هو في أمسِّ الحاجة لمساعدة الآخرين يعاني من هذا العقوق، بعد أن كبر سنّه، وضعف بصره، وانحنى ظهره، وبعد أن مرَّ بعناءٍ طويلٍ، وسعي دؤوبٍ من أجل توفير لقمة العيش لتربية الأبناء، والوصول بهم لأعلى المراتب، وكذلك الأم التي حملت وتعبت، وسهرت وعانت كثيرًا حتّى ترى أبناءها في أحسن حال، إذا غابوا عنها قلقلت، وإذا مرضوا اضطربت، وإذا تزوجوا فرحت، وبعد أن كبر سن الوالدين، تذمر الأبناء، وقصّروا في حقوق والديهم، بل وصل الأمر أن يترك الأبناءُ الآباءَ أو الأمهاتِ منوَّمين في المستشفيات دون زيارتهم، أو حتى السؤال عن أحوالهم، بل يتركونهم في المستشفيات الحكومية، أو دار العجزة لمدد طويلة دون أدنى اهتمام.
بعض الأبناء بارّون بوالديهم، ولكنهم لا يقدرون على تكاليف العلاج لذويهم المرضى من كبار السن، ويحتاجون إلى دعمٍ ماديٍّ من أجل تقديم الرعاية المنزلية المرضية للوالدين، ولكنها مكلّفة، وتحتاج إلى زيارات لأطباء متخصصين لتقديم الخدمة المطلوبة، وتوفير ممرض، أو ممرضة، وشراء أدوية ومستلزمات طبية أخرى ... إلخ.
إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيّده الله- قدّمت الكثير لتوفير الخدمات الصحية، والرعاية الأولية، والمستشفيات العامّة، وما يلزم كل مريض، ولكن أصبحت مستشفياتنا العامّة والخاصّة تغصُّ بهؤلاء العجزة الذين يحتاجون لرعاية صحية بعيدًا عن المستشفيات، ومعاناتها (هذا إذا كانت حالتهم العلاجية تسمح بخروجهم)، بدلاً من شغل أسرّة المستشفيات التي تعاني من النقص في معظم الأحيان، وكلمة لا يوجد سرير شاغر متداولة في أغلب مستشفياتنا العامّة، وكذلك المستشفيات الخاصّة ذات الأسعار المعقولة.
كلنا رجاء في وزارة الشؤون الاجتماعية -ومعالي وزيرها المُوفَّق- في أن تخدم هذه الفئة المحتاجة للرعاية الصحية المنزلية، وتُحدِّد مستشفيات خاصة للمراجعة والعلاج والتأهيل إذا استدعى الأمر، والإعفاء من التكاليف، وتقديم الرعاية الكاملة لهم، بحيث تكون تكاليف العلاج، وزيارة الأطباء للمنازل، وصرف الأدوية مجانًا، بدون مقابل.. وفق الله العاملين المخلصين لما يحب ويرضى.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store