Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لا تخسر معها كل شيء أيُّها المشجّع

لعلّ المتابعَ للسجالات بين مشجعي الأندية التي تتواصل مع بعضهم البعض، يجد أنه يشوبها استخدام عبارات مسيئة، وكلمات غير لائقة ضد بعضهم البعض، وشماتة تحضر عند الهزائم للفرق التي يُشجّعونها، وهي ممارسات

A A

لعلّ المتابعَ للسجالات بين مشجعي الأندية التي تتواصل مع بعضهم البعض، يجد أنه يشوبها استخدام عبارات مسيئة، وكلمات غير لائقة ضد بعضهم البعض، وشماتة تحضر عند الهزائم للفرق التي يُشجّعونها، وهي ممارسات لا داعي لها، فالشماتة مثلاً هي خُلقٌ سيّئ، نهى عنه ديننا بقوله صلّى الله عليه وسلم: (لا تُظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك)، رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن)، فهو يجد أثرها عليه ولو بعد حين، بمصداق هذا الحديث العظيم، لأن ديننا ينهى عن ذلك، بل وحثنا على الأخلاق الحسنة، وعدم الشماتة بإخواننا المسلمين، ولكن هذا للأسف ما يحدث في الواقع من بعض المشجّعين، ونتمنّى زواله، وخاصة وأنه يرافقها أيضًا تندُّر على اللاعبين، ومنسوبي الأندية والجماهير، وكل ذلك سيكون مَن يُمارسه مسؤولاً عنه أمام الله يوم يلقاه، لذا فالابتعاد عن هذا الفعل أمر مطلوب، والاستمرار عليه أمر يُعارضه ديننا العظيم، وينهى عنه، وعلى المسلم أن لا يمارس أمرًا يسيء لغيره، ولا يُحبه لنفسه، وليتذكر قوله صلّى الله عليه وسلم: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن أحدكم حتّى يُحبَّ لأخيه ما يُحب لنفسه)، وقد كرّر المصطفى صلّى الله عليه وسلم القسم أكثر من مرّة، لأهمية ذلك، وإنني أسأل بعض الإخوة المشجّعين، هل يُحب أحدكم أن يقذفه أحد؟ هل يُحب يُصيبه أذى؟ إلى آخر ذلك من التساؤلات التي لا تنتهي، ويقيني أن الإجابة ستكون بـ»لا»، لأنّ الإنسان يُحب لنفسه الخير دائمًا، فلماذا لا يُحبه للآخرين؟ ويساهم في نشر الخير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو المدرجات بالأهازيج المناسبة، وإلاَّ سيجد نفسه يوم القيامة وقد جاء بحسنات ما أحوجه لها، ثم تذهب لغيره، إمّا لغيبة، أو نميمة، أو عبارات جارحة، ويأخذ بدلاً عنها مزيدًا من السيّئات، أعاذنا الله وإيّاكم من ذلك، لذا فإن خسارة مباراة، أو بطولة، أو غير ذلك، لا يعني أن يخسر الإنسان أخلاقه، ويخسر أصدقاءه، ويخسر إخوانه في الدِّين، الرابط الأقوى، وعلى المُشجِّع أن يبتسم عند الهزيمة، ويتواضع عند الفوز، ويحافظ على الخُلق الطيب، فالخُلق الحسن، والكلمات الطيّبة هي ما ينبغي أن تسود في وقت كل واحد منّا بحاجة لها، أكثر من حاجته للماء والطعام، لأنها تُكسبه رضا ربه، وزيادة حسناته، بإذنه تعالى، فحري بكل مُشجِّع أن يحرص على هذا الجانب، وألاّ يخسر مع النتيجة الأخلاق، التي هي الأهم، يقول عليه الصلاة والسلام: (أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خُلقه)، فللخُلق الحسن منزلة عالية عند الله.
أسأل الله أن يغفر لنا جميعًا الذنوب، ويأخذ بأيدينا لكل خير، إنه على ذلك قدير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store