Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وتمخطري ياعروسة!

وغرقت جدة مرة ثالثة وستغرق مرة رابعة وخامسة وسادسة ما دمنا على هذا الحال من عدم المبالاة والإهمال وعدم التخطيط، فالمطر لم يفاجئ سكان جدة ولا مسؤوليها هذه المرة، بل قامت الجهات المختصة بالتحذير منه قبل

A A
وغرقت جدة مرة ثالثة وستغرق مرة رابعة وخامسة وسادسة ما دمنا على هذا الحال من عدم المبالاة والإهمال وعدم التخطيط، فالمطر لم يفاجئ سكان جدة ولا مسؤوليها هذه المرة، بل قامت الجهات المختصة بالتحذير منه قبل فترة كافية، وحددت التوقيت والتاريخ المتوقع لبدء نزوله، كما تنبأت بالكمية التي ستهطل، ورغم كل ذلك، تقاعست بعض الأجهزة الخدمية في المدينة عن القيام بواجباتها مبكرًا، للتخفيف من الأضرار المتوقعة.
فلو قامت أمانة جدة مع الجهات الأخرى كشركة الكهرباء وشركة المياه والجهات الخدمية ذات العلاقة بعملية فرضية قبل موعد الأمطار للتأكد من صلاحية أجهزتها ومعداتها واستعداداتها وقدرتها البشرية لمواجهة أي مخاطر متوقعة قد تحدث عند هطول الأمطار لما حدث ماحدث وكان اكتشفت انقطاع الكهرباء، وتأمين مولدات كهرباء احتياطية، وانسداد قنوات الأنفاق، وتأكدت بما لا يدع مجالًا للشك عدم كفاءة شبكة تصريف الأمطار لديها، والتي لا تغطي سوى 40% من جدة وإنها منذ عام 1432هـ لم يتم إنشاء شبكة للأمطار.
نحن منذ أعوام ونحن نعاني من الحفريات التي طالت جدة من أولها لآخرها وتسببت في الازدحام الذي تشهده جدة منذ سنوات إلا أنها كانت للصرف الصحي فقط! لماذا لم تضيفوا لها شبكة مياه الأمطار ولو تم ذلك لانحلت المشكلة لكن يبدو قدرنا المكتوب علينا ألا تغادر الحفريات شوارع جدة طول العمر.
لقد فشلت شبكة تصريف الأمطار في استيعاب كميات المطر التي لم تتجاوز الـ٢٢ مل، وقد تسببت لسكان المدينة بالعديد من الأضرار بدءًا بشلل حركة المرور، وانتهاء بإغلاق شوارع رئيسة، وغرق أنفاق جديدة، وخسائر مادية وبشرية فضلا عن تجمع المياه في ميادين وتقاطعات مهمة؛ سبق وأن شهدت نفس الاختناقات في مواسم أمطار سابقة وكأن التاريخ يعيد نفسه.
استغرب من الأمانة أنها لم تستفد من التجارب السابقة، في المشروعات الحالية في الأنفاق والشوارع، نفس الأخطاء نفس المشاكل، فهل من المعقول مدينة مثل جدة الحلول المطروحة لدى الأمانة هي صهاريج الشفط في الشوارع والأنفاق عقب كل هطول الأمطار، فأين فعالية هذه المشروعات في استيعاب الأمطار، وهل هذه حلول في زمن المشروعات العملاقة.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store