Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

العدل..

وضع الصديق الكاتب الكبير الأستاذ محمد معروف الشيباني سؤالين عجيبين يستحيل أن تُجيبَ على أيٍ منهما بـ (نعم) أو (لا). فإيجابُهُما ونفْيُهُما متلازمان.

A A
وضع الصديق الكاتب الكبير الأستاذ محمد معروف الشيباني سؤالين عجيبين يستحيل أن تُجيبَ على أيٍ منهما بـ (نعم) أو (لا). فإيجابُهُما ونفْيُهُما متلازمان. هما باختصار : أيّهما تختار (الأمن على حساب الحرية).؟.أم (الحرية على حساب الأمن).؟
***
وقد تعددت الإجابات على هذين السؤالين العجيبين المستحيلين في الردود التي أعقبت المقال لكنها اتفقت تقريباً على أن الاختيار بينهما كليهما مرٌ. فمُفاضلة أحدهما على الآخر، أو تبدية أحدهما على الآخر هو عملية تُشبه الخيار بين أهمية توافر الماء والهواء للإنسان، فإذا اخترت الماء مِت، وإذا اخترت الهواء مِت!!
***
كان خياري أنا هو العدل .. فهو الذي يقود للأمن والحرية . ومن منا لا يذكر مقولة المرزبان المشهورة : (حَكَمت... فعَدلت... فأمِنت... فنِمت... ياعمر). ورغم تشكيك بعض المراجع التاريخية في الرواية والمقولة، فإن هناك- كما يؤكد بعض المؤرخين- ذكراً لها في الزمخشري (ت 538) في ربيع الأبرار، وابن حمدون (ت 608) في التذكرة الحمدونية، والنويري (ت 733) في نهاية الأرب في فنون الأدب .
***
وسواء كانت الرواية صحيحة كما تؤكد بعض المراجع التاريخية، أم أنه لا إسناد لها، فإن شخصية عمر وعدله مثبتة في أكثر من رواية. ويظل التأكيد على الخيار بين الأمن والحرية هو مساومة بين الأمن والعبودية، فتخليك عن حريتك هو الثمن الذي تدفعه كي تتمتع بالحياة. وهي {قِسْمَةٌ ضِيزَى}، أي قسمة جائرة وناقصة، فيها ظلم وجور لا يُقره الشرع والدين.
#نافذة:
[[اذا لم يلبس الايمان بالله بظلم يتحقق الأمن وتتحق الحرية تباعاً لها {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}..]]
د.أحمد الدعيج
nafezah@yahoo.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store