Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تاريخنا فخرنا

لن أنظّم القصائد والأشعار، ولن أبحر في فنون البلاغة لأكتب الملاحم، وأتغنى بهذا أو ذاك. فما حدث في ليلة ديربي العروس لا يمكن وصفه بأكثر من كلمة عادي.

A A

لن أنظّم القصائد والأشعار، ولن أبحر في فنون البلاغة لأكتب الملاحم، وأتغنى بهذا أو ذاك. فما حدث في ليلة ديربي العروس لا يمكن وصفه بأكثر من كلمة عادي.
من المعروف أن الديربي يتكوّن من طرفين متقاربين في المستوى، لكنني لم أجد سوى طرف واحد في ديربي العروس، عنوانه الراقي الذي بسط سيطرته على مباراة، كان فيها الطرف الأوحد داخل المستطيل الأخضر، أمّا الطرف الآخر فحضوره اقتصر على جماهير حزينة، وتيفو عبّر تمامًا عن الحال.
لن أتحدّث عن تألق ابن المحروسة، ولن أتحدّث عن ارتفاع المؤشر، ولن أتحدّث عن البداية الموفقة لابن النواخذة، ولن أتحدّث عن جنون مدرج استحق أن يخرج مرفوع الرأس مجبور الخاطر، ولن أبالغ أكثر حتى لا أكون من أولئك الذين أفقدوا صديقي القائد أعصابه، فوصفهم بأنهم غير مصدّقين لنتيجة المباراة، ناسيًا أنه الوحيد الذي لم يصدق ما يحدث.
إشارة الوداع التي لوّح بها بولوني لجماهير فريقه وسط المقذوفات، رسمت الفصل الأخير من مسرحية عبثه بالكيان الاتحادي، فإقالته كانت حتمية قبل جولة الديربي بفترة طويلة، وسط فترتي توقف كانت كفيلة بإنقاذ الكثير.
مسلسل المطاردة بين الأهلي والهلال سيظل مستمرًا حتى تحسم المنافسة على لقب الدوري، في ظل غياب المنافسين من وجهة نظري، وإن كان الشباب يحاول الظهور في المشهد بين الحين والآخر.
لن تحل المشكلات في البيت الاتحادي بمجرد رحيل الجهاز الفني، فالمشكلة أعمق من ذلك بكثير فالاتحاد فقد تلك الصلة بين حاضره وماضيه، ومن كان هذا حاله فأنّى له من مستقبل.
جماهير الاتحاد فهمت العلّة، وفطنت للداء والدواء، وحاولت إيقاظ لاعبيها، ولكن هيهات لنائم في سباته العميق أن يستيقظ، فاستسلمت للأمر الواقع، ولجأت إلى ماضيها الجميل لتنسى حاضرها المؤلم، ورددت -ومعها أردد- تاريخنا فخرنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store