Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الوصايا في تبادل الهدايا..!

تَبادُل الهَدَايَا عَالَم جَميل، يُقرِّب القلُوب، ويُحبّب النَّاس في بَعضهم البَعض، وقَد اختَصر الأثَر النَّبوي هَذا الأَمر حِين قَال: (تَهادُوا تَحابّوا)..

A A
تَبادُل الهَدَايَا عَالَم جَميل، يُقرِّب القلُوب، ويُحبّب النَّاس في بَعضهم البَعض، وقَد اختَصر الأثَر النَّبوي هَذا الأَمر حِين قَال: (تَهادُوا تَحابّوا).. ولَكن عُلمَاء وخُبرَاء الهَدَايَا دَار بَينهم جَدلٌ كَبيرٌ؛ حَول ثَمن الهديّة وقِيمَتها، وهَل يَدلُّ ارتفَاع ثَمنها عَلَى ارتفَاع مَكانة مَن تُهدَى إليهِ؟، أَمْ أَنَّ الإهدَاء فِعلٌ رَمزي، والعِبرَة بفِعل مُبَادرة الإهدَاء، ولَيس بقِيمة الأشيَاء، ولَا عَلَاقة لرخص أو غَلَاء الثَّمن في التَّهَادي؟!
فِي البدَاية يَقول الشَّاعِر القرَوي:
لَا تَنظُرنّ إلَى زَهيدِ هَديةٍ
بَل فانظُرنّ لقَلبِ مَنْ أهدَاهَا
إنَّ قيمَة الهدَايَا مَوضوع خِلاف بَين النَّاس، وخَاصَّة الفَلَاسِفة والشُّعرَاء والأدبَاء، وحتَّى نَدخل في مَضمون هَذا الخِلَاف، دَعونا نَتأمّل القصّة التَّالية: (أَهْدَى الشَّاعِر المهجري «نعمة فزان»؛ إلَى صَديقه الشَّاعِر المهجري الآخر «توفيق صفوان»؛ حِذاءً في علبَة أَنيقَة، وكَتَبَ عَليها هَذين البَيتين:
لقَد أَهديتُ تَوفيقًا حِذَاءً
فقَال الحَاسِدُون ومَا عَليهِ
أمَا قَال الفَتَى العَربي يَومًا
شَبيه الشَّيء مُنجذب إليهِ
فرَدّ «توفيق صفوان» عَليه بهَذين البَيتين:
لَو كَان يُهدَى إلَى الإنسَان قِيمته
لكُنتُ أَسأَلك الدُّنيا ومَا فِيهَا
لَكنِّي قَبلتُ هَذا النّعل مُعتقدًا
أنَّ الهَدَايَا عَلى مقدَار مُهديهَا!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أنْ نُذكِّر -بغَضِّ النَّظَر عَن الخِلَاف- أنَّ الهَدَايَا -سَواء كَانت كَبيرة أَم صَغيرة- هي التي تَصنع المَحبَّة، وتَصُون الودّ بَين النَّاس، وهَذا المَعنَى وظّفه أَحَد الشُّعرَاء فقَال:
هَدَايَا النَّاس بَعضِهم لبَعضٍ
تُولِّد في قلُوبهم المَودّة
وتَصطَاد القلُوب بلا شِرَاكٍ
وتُسعد حَظّ صَاحبها وَجدّه!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store