الإدارة والمحافظة على اللاعبين

لعل مما يؤلم ما حدث لبعض اللاعبين في سنوات مضت من الوقوع في براثن المخدرات في سنوات عمرهم الأولى وبعضهم فارق الدنيا وهو يحتسي هذه المخدرات، ومن أبرز أسباب وقوعهم في ذلك الداء افتقادهم في سن مبكرة لمن يوجههم التوجيه الصحيح ويتابع خطواتهم ويدلهم إلى الصواب، وخاصة وأن بعض هؤلاء اللاعبين كان يحصل على أموال كبيرة نتيجة تعاقداتهم مع أنديتهم وهم في سن مبكرة، وربما وقعوا ضحية أصدقاء سوء جروهم إلى الوقوع في براثن المخدرات والفساد، لذا لابد أن تكون هناك توعية مستمرة للاعبين بخطر المخدرات وكذلك بعض التنبه للمنشطات التي قد تنهي مستقبل اللاعبين الكروي والحياتي، فيخسر ذلك النجم نفسه وهو في سن مبكرة وهو ما نخشاه على النجوم الواعدة، فلابد من تعاهد هؤلاء النجوم الصغار وتوجيههم التوجيه الصحيح وإلا ستكون الأندية هي الخاسر الأكبر إذا لم تتنبه لهذا الخطر، ولذلك فإن التركيز على القاعدة وإعداد اللاعب خلقيا وبدنيا والمساهمة في بناء شخصيته بشكل يحميه من الوقوع في براثن المخدرات والوقاية منها بإذن الله، وكذلك التوعية بآثار السهر وما يتركه من اثر سيئ على صحة اللاعبين، ولعل من الرؤساء الذين لهم سابقة في بناء فكر اللاعبين وتعاملت معهم شخصيا هما الأمير عبدالله بن سعد والدكتور عبدالفتاح ناظر -رحمهما الله- وأتذكر كلام بعض لاعبي الاتحاد أيام رئاسة الدكتور عبدالفتاح ناظر -رحمه الله- واشادتهم بتعامله معهم وتوجيههم وكان صاحب عقلية رياضية فذة استطاع من خلالها تغيير معالم نادي الاتحاد في تلك الفترة من العشوائية إلى التنظيم وقد عايشت الفترة كإعلامي مبتدئ في الصحافة الرياضية، وصنع لاعبين بعقليات مختلفة عمن سبقهم ودلهم على الاستفادة من أموالهم في مشروعات مفيدة لهم وقضى على السهر في تلك الفترة فعاد الاتحاد قويًا، ولا أنسى كذلك ذكر دور الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله- الذي كان يتابع لاعبي الهلال خارج النادي وأذكر ما قاله لي الخلوق مشاري العويران: «إن الأمير عبدالله بن سعد قال: لا يقلقني اللاعبون الملتزمون ولا أتابعهم إنما أتابع الآخرين حتى لا يقعوا في أخطاء غير سوية»، فقد عرف -رحمه الله- بأخلاقه الطيبة واحترامه للآخرين من خلال تعاملي معه وهذا سر نجاحه في الهلال -رحمه الله رحمة واسعة- وأسأل الله للجميع التوفيق.