Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لكل مقامٍ مقال ولكل منعطفٍ رجال

كانت المفاضلة فيما سبق بين أحداث الأيام، تدور حول أمورٍ حياتية وتطلعاتٍ إنسانية وطموحات تُعنى بتطور الأمم وإنجازاتها المذهلة، أما الآن فقد تغير الحال واختلت الموازين بسبب الفكر الضال، لذا نقول ليس الي

A A
كانت المفاضلة فيما سبق بين أحداث الأيام، تدور حول أمورٍ حياتية وتطلعاتٍ إنسانية وطموحات تُعنى بتطور الأمم وإنجازاتها المذهلة، أما الآن فقد تغير الحال واختلت الموازين بسبب الفكر الضال، لذا نقول ليس اليوم كالأمس فما عادت تلك الاهتمامات تثير الناس، نظراً لأنهم يعيشون عصراً يغلي كالمِرجَل بما يحمله من أخطار وأسوأ الأفكار التي هددت الإنسان ودمرت العمران ، فما زالت الهجمات الإرهابية الغاشمة، والأيادي الآثمة تمارس تحركاتها البشعة وتعبث بالأمن العالمي، نعم لقد بلغ السيل الزُّبى ودق ناقوس الخطر، داعياً لتوخِّي الحيطة والحذر، كما أوصى بما يلزم لحماية مكتسبات البشر بطريقةٍ تواكب المستجدات، وتحافظ على المكتسبات بأسلوبٍ مؤسسيٍّ متقن، يكون قادراً على مجابهة التحديات وقهر العقبات وهزيمة التطرف وسائر الانحرافات، فقد آن الأوان أن يخلع المسؤولون عباءة الشخصنة والتنظير المهترئة، وقناعات الأهواء الشخصية ، فذلك منعطف عفا عليه الزمن، الذي ينبغي أن تلائم سياساته الأوضاع الأمنية المتردية في العالم، وأن تواكب قراراته التحديات الإقليمية والدولية، التي تواجه المسلمين عموماً ومملكتنا الغالية على وجه الخصوص، فالخطر داهمٌ والشر قادمٌ، فكل المؤشرات تنذر بحربٍ عالميةٍ وشيكة، بعد التكتلات والتحالفات التي تسود العالم قاطبةً وبما أن الأمور قد وصلت إلى هذا الحد المخيف، فأول ما يتبادر إلى الأذهان ذلك السؤال الحائر، أين منظمات المجتمع المدني التي أُنشئت لخدمة البشرية وتحقيق العيشة الهنية؟ نعم فتلك الآمال لن ترى النور إلا بتعزيز دورها لمكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر الضال، والدفاع عن قضايا الأمة، وحتى تعضد تلك المنظمات جهود الحزم والعزم المبذولة، عليها أن تخرس الأفواه المعادية، وأن تحطم تلك الأقلام المأجورة الحاقدة، التي تصب جام شرها وحقدها على مملكتنا، بغرض زعزعة الأمن والاستقرار، وهيهات أن يدرك الحاقدون مبتغاهم، ومع ثقتنا في قدراتنا على درء المخاطر ومواصلة جهودنا الرامية لتجفيف منابع الإرهاب لا بد من استقطاب أدوات المكافحة وآلياتها التي يجب أن تلعب دورها كاملاً للذَّود عن الأمن والسِّلم الدوليين، فلا يجب أن تنسينا محاربة الإرهاب والتطرف مجابهة الفساد عموماً، وحماية المال العام ، ولتحجيم جرائم الفساد لا بد من توسيع دائرة العقوبة على مرتكبيها بفضح المتورطين في أعمال الفساد، وإعلان أسمائهم من باب الردع والتخويف، لاجتثاث تلك التصرفات السالبة من المجتمع، حتى يعلم الفاسد أنه مراقبٌ ولن يفلت من المحاسبة ، وبهذا الفهم نقول: لا بد من تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بصورةٍ منطقية وأسلوبٍ حضاري، فالوطن العظيم والدين الحنيف أمانةٌ في أعناق الجميع.
إننا لن نخشى على هذا الوطن الغالي من كيد الكائدين وحقد الحاقدين، فحسبه فخراً تلك القيادة الرشيدة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى سلمان بن عبد العزيز أيده الله وحوله جناحاه النشطان المخلصان أعني مهندس الأمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد الأمين، وقلب القيادة النابض صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد حفظهم الله جميعاً. هكذا وبهذه الثقة والصحوة الأمنية القصوى نقول للإرهاب: أنت قاب قوسين أو أدنى من مزبلة التاريخ، ففكرك باطل وسلوكك باطل وما بني على باطلٍ فهو باطل، واعلم أن لكل مقامٍ مقالاً ولكل منعطفٍ رجالاً.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store