Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأصل.. في التصالح مع الطفل

تَقول خَبيرة التَّنمية البَشريّة البَاحثة «لويز هاي»؛ في كِتَابها «القوّة في دَاخلك»: (إذَا صَعُبَ عَليكَ التَّقرُّب مِن الآخرين، فهَذا يَعني أنَّك تَفقد الاتّصال مَع الطّفل في دَاخلك.

A A
تَقول خَبيرة التَّنمية البَشريّة البَاحثة «لويز هاي»؛ في كِتَابها «القوّة في دَاخلك»: (إذَا صَعُبَ عَليكَ التَّقرُّب مِن الآخرين، فهَذا يَعني أنَّك تَفقد الاتّصال مَع الطّفل في دَاخلك. سَاعده، فهو مُهمٌّ ومُتألِّم)..!
بَعد هذا أَقول: دَعونا نَتأمّل قَولها، لَعلَّ فِيهِ شَيئاً مِن الصَّوَاب والجوَاب، لأنَّ أكثَرنا - مَع الأسَف- فَقَد الاتّصال بالطِّفل الذي فِي دَاخله، وكَأنَّه طَائرة اختَفَت عَن الرَّادَار، وانقَطَع اتّصالها بالبُرج، حَيثُ لَم نَعُد نَتوَاصل مَع الطّفل؛ الذي بدَاخل كُلٍّ مِنَّا، ذَلك الطِّفل الذي يُحبّ البَرَاءَة، والأنَانية النَّظيفَة، والابتعَاد عَن الكَذِب، وإجلَال الصَّرَاحة، ومَقْت اللّف والدَّورَان..!
لقَد اهتمّت البَاحثة وخَبيرة التَّنمية السيّدة «لويز هاي»؛ بتَنمية العَلَاقة مَع الطِّفل الذي بدَاخل كُلِّ مِنَّا، مُطالبة إيَّانا بحُبّه وتَقديره والشَّفقة عَليه، حَيثُ تَقول: (مِن المَسَائِل التي نَحرص عَلَى اكتشَافها؛ هي شِفَاء الطّفل المَنسي في دَاخلنا، فمَهما كَان سنّك، هُنَاك طِفل في دَاخلك، يَحتَاج إلَى حُبّك وقبُولك إيَّاه. فأنتِ أيَّتها المَرأة المُستقلّة القَويّة، تَملكين طِفلة طيّبة في دَاخلك، تَحتاج إلَى مُسَاعدتك. وأنتَ أيُّها الرَّجُل الجبَّار، في دَاخلك وَلد بحَاجة إلَى دِفئك وعَطفك، هَذا الطّفل لَم يَترك يَومًا ذَاكرتك)..!
بَل إنَّ البَاحثة «لويز هاي» تَزعم؛ أنَّ التَّواصُل مَع الطّفل في دَاخل كُلِّ مِنَّا، قَد يَكون سَببًا للشِّفَاء، حَيثُ تَقول: (يُساعدك العَمَل مَع طفلك الدَّاخلي؛ عَلى شِفَاء آلَام مَاضيك، فإذَا كَانت طفُولتك مَليئة بالمَخاوف والصِّرَاعَات، ولَا تَزال تَعيشها الآن، فهَذا يَعني أنَّك تُعامل الطِّفل في دَاخلك بالطَّريقةِ عَينها، لذَلك عَليك تَخطِّي حدُود أَهلك، والاتّصال بالطِّفل في دَاخلك لمُسَاعدته، فطَمئنه وعَبّر لَه عَن حُبّك لَه، ولَاحظ كَيف ستَتغيّر حيَاتك، وستَجد بَعد ذَلك أنَّ أجمَل التَّجارُب تَنتظرك، فجَرّب أنْ تَجلس في السّكون، واغلق عَينيك بإحكَام، وتَكلّم مَعه، قَد تَرَى الطِّفل في دَاخلك، وقَد تَشعر بِهِ، وقَد تَسمعه)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أنْ نُؤكِّد أنَّ كُلًّا مِنَّا يَحمل طِفلًا في دَاخله، ولَكن هُنَاك مَن يَصفعه، ومِنَّا مَن يَقمعه، ومِنَّا مَن يُدلّلـه ويَرفعه، فمِن أي هَؤلاء أنتُم -أيُّها القُرَّاء والقَارِئَات..؟!!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store