Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«سعودي مخ ما فيه!!»

في أحد المقاهي الحديثة التي لها فروع في عدة مناطق سألتُ البائع: عن سِـعْــر فطيرة مُعْــلَــنٍ عنها باعتبارها مُـنْـتَـجَـاً حديثاً في المقهى!!

A A

في أحد المقاهي الحديثة التي لها فروع في عدة مناطق سألتُ البائع: عن سِـعْــر فطيرة مُعْــلَــنٍ عنها باعتبارها مُـنْـتَـجَـاً حديثاً في المقهى!!
ودون سابق إنذار تفاجأتُ بذلك الرجل - الذي أعرفه من خلال تردّدي على المكان - وهو من الجنسية الهندية يرفع صوته بعربيته المُـكَـسّــرة: (أنتَ ما فيه مُــخّ)؛ سألته ولماذا؟!
فأجاب وقد ظهرت عليه علامات الغضب: كيف تشتري هذا الساندويش بعشرة ريالات؟! وهو والله ما في كويس، هذا مُــجَــمّــد وما فيه طَـعَــم .. هذا غالي جداً)!!
وهنا لم أملك إلا التأمين على صِــدق كلام ذلك البائع، وشكره على صراحته، وحِــرصه على النّــطق بالحقّ دون مجاملة أو نفاق لمقَــرّ عمله!!
بعدها سرحتُ في تفاصيل كلامه (فِـعْــلاً) إذا كان التاجر ودون حسيب أو رقيب يمتلك صلاحية أن يضع على بضاعته ومنتجاته الـسِـعْـر الذي يريد وهامش الربح المُضَــاعَـف الذي يخطر بباله؛ فأين دور الـعَـقْــل الجَـمْـعِــي في رفض شراء مثل تلك المنتجات المبالغ في أسعارها!
فهذه دعوة لمؤسسات المجتمع المدني المعنية لكي تجتهد عبر نوافذ وسائل الإعلام ومواقع التواصل الحديثة في غرس ثقافة استهلاكية جديدة واعية، تـحارب الجَـشَــع والطمع بسلاح المقاطعة؛ ولاسيما وأسواقنا ولله الحمد مفتوحة؛ فالبديل الجيد ذو السِـعْــر المناسب في متناول الـيَــد!
وهذا نداء لوزارة التجارة ولجمعية حماية المستهلك اللتين نقدر لهما جهودها ونشاطهما: أسواقنا محشّــوة بالسِــلَــع المجنونة في أسعارها؛ فهلَّا أطلقتما هيئة تصنع آلية واضحة ومُـلزِمَــة: تقوم بتقييم تكلفة المنتجات الجديدة أياً كانت، ثم تضع لها قيمة عادلة ومنصِــفة للتاجر وقبله للمستهلك المسكين قبل السماح ببيعها؛ يعقب ذلك مراقبة، وعقوبات وتشهير بالمُـخالفين؛ صدقوني لو تمّ العمل بهذا المقترح ستنخفض تكلفة المعيشة على المواطن بنسبة الـرّبْــع، وحينها سأرسل لذلك البائع : (الـسّـعُـودي مُـخّ مِـيّـه .. مِـيّـه)!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store