التنظير والتأطير

عندما يتخذ بعض المسؤولين أسلوب التنظير في إداراتهم ومنظماتهم ويضعون الخطط الإستراتيجية لهذه الإدارات وفق هذا التنظير الذي قد يكون إما سطحي وإما بعيدًا عن الواقع الذي تعيشه هذه الإدارات والمنظمات مما يخلق فجوة كبيرة بين النتائج والواقع وتظهر معضلات أخرى لم تكن في الحسبان لهذا المسؤول، فيضطر إلى الذهاب إلى خطة (ب) أو إلى (ت)، (ث) وهكذا (عمل الطوارئ)... ويكون ذلك على حساب المستفيد من الخدمة وأيضًا الموظفين مقدمي هذه الخدمة، وعلى ذكر الخطط لي صديق يقول لماذا نكتفي بالخطة (أ، ب) بينما يوجد 28 حرفًا في اللغة العربية، لذا يجب أن يعطى المسؤول 28 فرصة يجرب بها، والحمد لله إنها لم تكن بالأرقام وإلا سوف تكون خطط مالا نهاية لها.
الأسلوب الثاني الذي يتخذه بعض المسؤولين هو أسلوب التأطير في إداراتهم ومنظماتهم فيحاول من خلال هذا الأسلوب وضع أنظمة وقوانين حول ما يواجهه من تحديات ومعضلات وهي عادة ما تكون موجودة من قبل فيفضل إعادة وضع الأطر لها من جديد وهذا الأمر يأخذ من الوقت الكثير والنتائج تكون محدودة جدًا والاستطلاع للمستقبل مشوش والمستفيد ملّ صبره والموظف يحدد أجره، لي صديق آخر لديه لوحة فنية واضعها في صدر صالونه الفخم وبعد 5 سنوات أصرت زوجته تحديث أثاث الصالون لعدم التماشي مع الوقت الحالي فما كان منه إلا أنه أخذ اللوحة الفنية واستبدل الإطار بمبلغ أكبر من ثمن اللوحة وأعادها إلى مكانها ظنًا منه أن هذا هو التغيير الحقيقي المطلوب.
وبين هذا وذاك نجد مسؤولا آخر يتخذ أسلوب التحليل لمعرفة أساس المعضلة ومن ثم يستخدم الشفافية والمواجهة في التصدي لما يواجهه في إدارته ومنظمته بحيث يبحث ويكشف ويصرح بوجود المشاكل والمعضلات ولا يحاول أن يخفيها من خلال التنظير أو التأطير الذي بات واضحًا للجميع ومن ثم يعمل على دراسة منطقية وواقعية ووضع خطط استراتيجية وحلول لكل ما يواجهه حاليًا أو حتى مستقبليًا واضعًا الأولوية للمستفيد والموظف اللذين يساندون أعمالنا لأنهم شركاء معنا، لي صديق ثالث يروي تجربته في تعامله مع الجميع باستخدام الشفافية والمصارحة بقوله بقي قليل من حولي جراء هذا الأسلوب ولكنني حققت من خلاله رضا الله ثم إرضاء ذاتي وحققت من خلاله الكثير من نجاحاتي، وعندي ثلاث زوجات!!
#الاستعداد_والفرصة_هو_النجاح