الابتعاد عن إزعاج الأرض!

* هناك أناسٌ يعيشون خارج الزمن لظروف متعدّدة، قد تكون بدون رغبته، مثل مَن يصاب بغيبوبة لزمن طويل، يصحو بعدها ليرى العالم بشكل آخر، أو مَن يدخل السجن سنوات طويلة، ويكون معزولاً عمّا يحدث خارجه، أو مَن يذهب في رحلة فضائية، ولا يعود إلاَّ متأخّرًا، عوامل كثيرة يتغيّر فيها الحال إلى حال، العالم تطوّر في السنوات الأخيرة خاصّة التطوّر التقني المذهل المتسارع من كمبيوتر، وهاتف جوال، وما تبعه تويتر، فيسبوك، انستغرام، سناب شات، وغيرها.
* أوتيس جونسون أمريكي، قضى في السجن أكثر من 40 عامًا، خرج ليشاهد التغيّرات المدهشة على أنماط الحياة والسكان، ويجد أشياء لم يعتدها سابقًا، تسيطر عليها التكنولوجيا، والهواتف المحمولة، والمشروبات الملوّنة بشتّى أشكالها، والحياة الجديدة.
السجن -كما قال- أثَّر على حياته بشكل كبير، وكان الأمر صعبًا في البداية، عندما خرج إلى العالم من جديد، فكلّ شيء قد تغيّر، ورأى العديد من الناس يتحدّثون إلى أنفسهم، وعندما اقترب منهم تبيّن له أنهم يضعون الهواتف على آذانهم، في الشارع.
قال لماذا تحوّل الجميع إلى عملاء في وكالة الاستخبارات المركزية، أو شيء من هذا القبيل؟ فهذا أوّل ما خطر بباله، وهو يرى أشخاصًا يمشون في الشارع والأسلاك تتدلّى من آذانهم!
أكثر ما أزعج جونسون عند خروجه من السجن هو عدم قدرته على إيجاد أسرته التي انقطع تواصله معها منذ عام 1998، ولم يعد يملك أية وسيلة تساعده للعثور عليهم، على الرغم من ذلك يحاول أن يبقى إيجابيًّا ليتمكّن من الاندماج في الحياة الجديدة التي لم يعتد عليها في السابق.
* رجل فضاء روسي ذهب للفضاء في نهاية القرن الماضي، لم يعد إلى الأرض لوقت طويل، عندما ذهب تغيّر وطنه والعالم، انطلقت الرحلة كأول رحلة من كازاخستان، حدثت في بلاده خلالها أحداث تاريخية.. انتهت فيها الشيوعية، وتفكّكت بلاده.
* بعض الآراء تقول إنه اعتاد على حياة الفضاء البعيدة عن الصراعات، والقتال، والحقد، والتعذيب، والتشريد، وقد يكون من الصعوبة عليه أن يعيش على الأرض، ولذلك يفضل الحياة في الفضاء بعيدًا عن إزعاج الأرض.
** يقظة:
* كثيرون يقترحون تنفيذ برنامج فضائي يذهب فيه طغاة العالم بكل أطيافهم، ومن يقتلون الإنسان بتلذذ ودم بارد، ويمارسون الفساد في الأرض.. يذهبون في رحلة فضائية بدون عودة، أو يذهبون كما ذهب جونسون مع البقاء في أماكنهم، وعزلهم عن الخارج كأنّهم في رحلة لعالم آخر، لا يعلمون ما يدور حولهم.. ترى ماذا يحدث بعدها؟