Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

«الغناء» و«أبحاث الجن».. خارج الجامعات!

لو سألت أي إنسان في الشارع سؤالا (ثقافيًا)، ويكون ممن قرأ أو سمع عن نشرة من مئات آلاف النشرات التي تُوزّع حول أضرار (الغناء) مثلاً، وعن إيمانه بمحتوى النشرة، لخرجت بإجابات عجيبة ومتباينة!

A A
لو سألت أي إنسان في الشارع سؤالا (ثقافيًا)، ويكون ممن قرأ أو سمع عن نشرة من مئات آلاف النشرات التي تُوزّع حول أضرار (الغناء) مثلاً، وعن إيمانه بمحتوى النشرة، لخرجت بإجابات عجيبة ومتباينة!
أنا هنا لا أتحدث عن الحكم الفقهي، فهذا مما أسهب فيه كثيرون، أتكلم عن المحتوى من ناحية علمية بحتة.
فهل يؤثر الغناء واستماعه فِعلا على ضغط الدم، والأعصاب، ويتسبب في فقدان السمع!!
تناوُلُ حكمٍ شرعيٍ، وبيان المسائل الفقهية من اختصاص أهل الشريعة، وسنُّ القوانين وضبط الالتزام بها له أهله وجهةُ اختصاصه، دراسة المجتمع وما يرقى به، وصحّتُه ومرضُه من اختصاص علم النّفس والاجتماع، وأهل الطبّ، وعلماء السلوك البشري، وهذا التمهيد كله لتقريب الصورة للإجابة عن هذه الأسئلة من ناحية علمية.
حين تذكرت موضوع النشرات الخاصة بالغناء على سبيل المثال، والتأثر البالغ بها عاطفيًا لقاء إنشائيتها، بحثتُ سريعًا لعلي أطلع على رسالة علمية ناقشت مثل هذا الموضوع، وفي النّت كلام (صبياني) تحمله المواقع يحيل إلى دكاترة غربيين في جامعات أجنبية دون ذكر المصدر وما هو معروف بالتوثيق.
أهل الوعظ يذكرون عن من يدعو إلى سماع الموسيقى بأنه صاحب هوى، وأنه مريض القلب، وفي كآبة دائمة، وفي المقابل أولئك يرون الوعاظ متشددين مرضى نفسيين حرمهم الله الترويح! ونُسبت الكآبة إلى الاثنين!!
إذن نحن بحاجة إلى موقف الحياد في تبني أبحاث علمية لقياس مدى السعادة عند هؤلاء وأولئك، وارتباطها بمؤثر الغناء من عدمه، وغيرها من فرضيات وأدوات البحث العلمي المعروفة.
لماذا الجامعات مغيبة فعلاً عن دراسات مهمة من هذا النوع؟ لماذا لا يكون لدينا مثلاً معهد لأبحاث الجن؟!
وقِس على ذلك ما قرأنا من نشرات عن (أضرار) الاختلاط والتبرّج -بمفهوم الوعاظ- أيضًا لقياسها علميًا وبحث أضرارها مقارنة بما ورد في المنشورات.
موضوع الرقية الشرعية وأبحاث الجن أيضًا، لماذا لا يوجد قسم واحد على الأقل في أي جامعة محلية يختص بأبحاث هذا النوع من العلوم بدلا من البروشورات الوعظية المتكررة، والتي قد يتجاوز بعض مؤلفيها حدود اختصاصهم خاصة في علم النفس والاجتماع والطب الحديث، فليس كل واعظ مؤهل لكل هذه العلوم.. فكما أن على الطبيب احترام تخصصه وترك المجالات الشرعية لأهلها فعلى الواعظ مثل ذلك...
والحلّ (عند) و(في) الجامعات!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store