Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

فك الحصار عن القصص القصار

لَم أَعُد أُحقِّر صَغيرًا ولَا قَصيرًا، حَيثُ أَصْبَحَت القصَصُ القَصيرةُ فَضَاءَاتٍ كَبيرةً، تَتّسعُ مُفرداتُها القَليلةُ لَما تَضيقُ بِه المُعلَّقَاتُ، والمَقَالاتُ والتَّحليلاتُ..

A A
لَم أَعُد أُحقِّر صَغيرًا ولَا قَصيرًا، حَيثُ أَصْبَحَت القصَصُ القَصيرةُ فَضَاءَاتٍ كَبيرةً، تَتّسعُ مُفرداتُها القَليلةُ لَما تَضيقُ بِه المُعلَّقَاتُ، والمَقَالاتُ والتَّحليلاتُ.. وغَيرها مِن المُطوَّلاتِ.. فلِمَاذا «أُطوِّل السَّالفة وهي قَصيرة»؟ تَأمَّلوا وتَجمَّلوا:
* سَألني صَديقي: لِمَاذا لَا تُمارس الغيبَة والنَّميمَة؟ قُلت: لأنَّ وَقتي مُهمٌّ، ولَا أُريد أنْ أَجعله هَامِشًا لحيَاة الآخرين، وتَناول عيُوبهم، فالحيَاة مَملوءَة بالأشيَاء الجميلَة يَا صَاحبي..!
* سَألني: هَل مِن المُمكن أنْ تَغْتَنِي عَن طَريق السّياسَة؟ قُلت: ذَلك الأَمر -عَلى ذمَّة السِّيَاسيِّ الفَذِّ «هاري ترومان»- لَا يُمكن إلاَّ بشَرط، وفي ذَلك يَقول: (لَا يُمكن أنْ تَغْتَنِي عَن طَريق السِّيَاسة إلاَّ إذَا كُنتَ فَاسِدًا)..!
* سَألني: هَل فُلان يَقرأ؟ قُلت: لَم يَظهر عَليه دَليل القِرَاءة، فالقِرَاءة فضيحَة، تَفضح مَن يُمارسها مِن خِلال كَلامهِ وفِكْره..!
* سَألني: مَا هو المَسَاء الذَّهبي؟ قُلت: المَسَاء الذَّهبي هو ذَلكم المَسَاء الذي أَعملُ فِيهِ عَملاً جيِّدًا، وأَضحكُ فِيهِ ضحكًا جيِّدًا، وأتنَاول فِيهِ عَشاءً جيِّدًا، ثُمَّ أذهَب إلَى فَراشي وأنَام فِيهِ نَومًا جيِّدًا..!
* سَألني: هَل الفَشَل مُضرٌّ بالشُّهرَةِ؟ قُلت: بالتَّأكيد لَا، والدَّليل أنَّ شَيخي «برنارد شو» يَقول: (شُهرتي تَزْدَاد مَع كُلِّ فَشَل)..!
* سَألني: لِمَاذا تُدلِّلُ حَبيبتك؟ قُلت: لأنَّها امتَلأت بكُلِّ الجَمَال، لذَلك استحقَّت كُلَّ الدَّلال..!
* سَألني: مَتَى يَتعصّب الإنسَان لرَأيه؟ قُلت: يَتعصَّبُ إذَا كَان لَا يَعرف إلاَّ رَأيه، ولَا يَعتقد أنَّ هُنَاك آرَاءً أُخرَى غَير رَأيه..!
* سَألني: مَا النَّصيحَة التي تَتشبَّثُ بِهَا أثنَاء التَّفكير؟ قُلت: إنَّني أَتشبّثُ بمَثَل إيطَاليٍّ مُهمٍّ يَقول: (دوِّن، فلكُلِّ فَائدةٍ وَقتُها ونَفعُها، ومَن يَكتب يَقرأ مَرَّتين)..!
* سَألني: هَل الرَّكض خَلف الموضَة دَليل ضَعف الشَّخصيَّة؟ قُلت: نَعم، لأنَّ اتِّباع الموضَة يَعني أنَّ فِئةً مِن النَّاس؛ هُم مَن يُقرِّرون «مَاذا تَلبس»..!
* سَألني: لِمَاذا العَربيُّ لَا يَهضم الطَّعَام جيِّدًا؟ قُلت: لأنَّه يَتكلَّم أثنَاء الأَكْل، فهو لَا يَستطيع التَّوقُّف عَن الكَلَام، حتَّى أثنَاء أَكْل الطَّعَام..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي سُؤال أَخير يَقول: لِمَاذا لَا تَتضَايق مِن الفَشَل؟.. قُلت: لأنَّ الفَشَل -كَما يَقول «طاغور»- (هو مَجموعة التَّجارب التي تَسبق النَّجَاح)..!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store