شكرًا للبرماوية، ولكن!!

كانت وما زالت (المملكة العربية السعودية) ومنذ تأسيسها على يَـد المغفور له بإذن الله تعالى (الملك عبدالعزيز) قَـلْـبَـاً رحيماً، وحُـضْـناً دافئاً وكريماً للكثير من الجاليات الإسلامية والعربية، بعضها عَــانى من الاضطهاد والحرمان فهاجر يطلب الأمْــن في بلاد الحرمين، وأخْــرى جاءت طلباً للـرزق ولقمة العيش!
كـلّ أولئك الأعزاء لهم قلوبنا سَـكَـنَـاً قبل أرضنا، وكلهم نقدر جهوده وإسهاماته الكبيرة في بناء وتنمية وطننا!
ومع الاحترام والاعتزاز بـ (جميع الأشقاء المُـقيمين) اسمحوا لي أن أبدي إعجابي بـ (الإخــوة الـبُـورْمَـاوِيـيـن – أو الـبَــرْمَـاويين كما هي اللغة الدارجة)، فجاليتهم الطيبة التي جاءت من (بُـورما أو " ميانمار" ) تتصف في غالبها بصدق الانتماء لهذا الوَطَــن، والتنظيم الإداري الفَـاعِـل؛ فكانت مثالاً يحتذى فيه بـوحدة الصّــف والكلمة؛ وبالتالي الحرص على اتباع الأنظمة والقوانين؛ فيما أفرادها - ولله الحمد - بعيدون عن المشاكِــل والمخالفات، والصّـراعات الفكرية!
فالجالية أسّـسَــت (100 مجلس لإصلاح ذات البين، وكذا لجان للمرأة والشباب في مختلف المناطق)؛ لرعاية وتوجيه وتوعية منسوبيها، ومعالجة أية إشكاليات قـد تواجههم.
أيضاً (البَـرْمَـاوِيّــة) حريصون جداً على دعم أبنائهم لكي يتـمَـيّــزوا علمياً؛ فقبل أيام مثلاً احتفلوا بالمدينة المنورة بـالتفوق العلمي لـ (21) من شبابهم؛ بحضور المشرف العام على الجالية بالمملكة (الشيخ أيوب بن مشرف الـجَــمّــال)، كما أكد ذلك خبر نشرته (صحيفة المدينة في 17 نوفمبر الماضي)!
أخيراً (السعودية) كُــرِّمَــت في يونيو الماضي من مفوضية الأمم المتحدة لتجربتها الناجحة في تصحيح أوضاع أكثر من (240 ألف) مقيم على أراضيها من (بُـورما)؛ فكان أولئك على الموعد كعادتهم في صدق الولاء لهذه البلاد حكومة وشعباً، والمحافظة على أمنها وأنظمتها؛ وإننا إذ نشكرهم من القلب، لكننا في الوقت نفسه ندعوهم للاستمرار على نهْـجِـهــم.
وهذا نداء لجميع الـجاليات والجنسيات الأخرى المقيمة عندنا (التي هي تاج على رؤوسنا) لاستنساخ نجاح تجربة (البُورْمَـاوِيّــة)، والإفادة منها في كل ما من شأنه خدمـة أفرادها تحت مظلة الأنظمة، وكذا تَـعزيز أمن واستقرار وطَـن الجميع (المملكة العربية السعودية) في شتى المجالات.