ماجد القصبي

ماجد عبدالله القصبي.. كرنفال من العطاء، والنقاء، والطيبة، مؤدّب مع كلِّ مَن تعامل معه، حبّه لبلاده، وترابها، ومائها يلمسه القاصي والداني، لم يتهالك يومًا على مجد، ولم يزاحم على الظهور، رجلٌ أفنى حياته متنقلاً بين أعمال مختلفة في خدمة المجتمع، وعطّر مسيرته ورائحتها في خدمة الناس.
كان يفوح بيننا عضوًا في مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، ويسكن فينا، ويعشق لحظات الإنجاز الصامت للعمل الاجتماعي، عدت صوب فترة زمالتي للدكتور ماجد القصبي في مجلس الإدارة، حيث العطر الخالص حاضرًا في أدقّ تفاصيل الذاكرة، وأكثرها افتتانًا، تذكّرتُ ماجد القصبي «رئيسًا لمنتدى جدة الاقتصادي 2011» رجلاً توارى خلف الكواليس، أخذ بيدي المشاركين في المنتدى، أمسك القلم، ورسم بالكلمات، زوّد مشرفي المنتدى بالخرائط السرية «للإنجاز»، يعمل منزويًا.. وعلى الرغم من أن ذلك الكبير هو الآن وزير الشؤون الاجتماعية، إلاّ أنني ما زلتُ أجده متمرسًا لعمل الخدمة الاجتماعية، وبناءً على ذلك فإنه سوف يقود الوزارة من غرفة العناية المركّزة، إلى غرف الانتعاش -بإذن الله-، ما زلتُ أستحضرُ بشغف وسط هذا اليباس المحيط بنا أوراق ذلك الإنسان ماجد القصبي، لتغسل عن وجهي أحزاني، وخيباتي، ورائحة الأسى المنبعثة من كل صوب من بعض الإحباطات، رجلٌ تعلّمت منه أشياء كثيرة، لم تستطع عشرات التجارب تمنحني إيّاها.. القصبي نموذجًا معروفًا بيننا، لكن بعض من هذه الحروف ستكشف لكم أن الرأفة والرحمة كانتا تسكنان قلبه؛ لذلك سيكون نصيب المستفيدين من وزارة الشؤون الاجتماعية النصيب الأكبر.