Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الكلام الأدبي عن مؤسسة الفكر العربي

سَعدتُ هَذا الأسبُوع بحضُور فَعَاليات مُؤسَّسة الفِكر العَربي، التي كَانت القَاهِرة مَسرحًا لأنشِطتهَا، وحِين رَأيتُ الوجُوه في المُلتقَى، تَذكَّرتُ فَورًا أبيَاتًا شِعريّة تَقول:

A A

سَعدتُ هَذا الأسبُوع بحضُور فَعَاليات مُؤسَّسة الفِكر العَربي، التي كَانت القَاهِرة مَسرحًا لأنشِطتهَا، وحِين رَأيتُ الوجُوه في المُلتقَى، تَذكَّرتُ فَورًا أبيَاتًا شِعريّة تَقول:
بِلَادُ العُربِ أَوطَانِي، مِن الشَّامِ لبغدَانِ
ومِن نَجدٍ إلَى يَمَنٍ، إلَى مِصرٍ فتطوَانِ
فَلَا حَدٌّ يُبَاعِدُنَا، ولا دَينٌ يُفرِّقنَا..
لِسَان الضَّادِ يَجمعُنَا، بغَسانٍ وعَدنَانِ
لَنَا مَدنيّةٌ سَلَفَت، سنُحييها وإنْ دُثرَتْ..
ولَو في وَجهنَا وَقَفَتْ، دُهاةُ الإنْسِ والجَانِ
نَعم.. في مُلتَقَى الفِكر، تَرَى كُلّ الوجُوه العَربيّة الفَاعِلَة، حَيثُ الفِكر يَتجَاوز الحدُود والسّدود.. وقَد أَحْسَنَت مجلّة «أُفق»، التي تُصدرها المُؤسَّسة، بأنْ جَعَلَت محورهَا «المُوَاطَنَة»، بكُلِّ تَقَاطعاتها، وإشكَالياتهَا، وتَفرّعاتهَا..!
لقَد قِيل الكَثير عَن مُؤسَّسة الفِكر، وسيُقال الأكثَر، ولَكن مَا يهمّني في هَذه الكِتَابَة؛ أنْ أتنَاول جُزئيّة مُهمّة في مسيرة هَذه المُؤسَّسة الجَادة، وأعني بهَا «البَحث الجَاد» عَن المُبدعين، و»التَّنقيب» عَنهم، وكَأنَّهم «حقُول نَفط»، تَستحقُ البَحث والتَّحرِّي..!
وحتَّى نُقرن المَقَال بالمِثَال، سأستَعرض بَعض مَن فَازوا بالجوَائِز المُختلفة.. فَقَد فَاز الأَديب الجَاد «د. جابر عصفور»؛ بجَائِزة الإبدَاع الأَدبي، وفَاز بجَائِزة الإبدَاع الفنّي، العَازِف المُتألِّق «نصير شما»، أمَّا جَائزة الإبدَاع الاقتصَادي، فكَانت مِن نَصيب «رياض سلامة»..!
ومَن مِنَّا يَعرف الأستَاذ «إلياس الزرهوني»، الذي فَاز بجَائِزة الإبدَاع التَّقني، ومَن مِنَّا يَعرف «مُؤسَّسة النيزك»، التي فَازت بجَائِزة الإبدَاع المُجتَمعي، وأَخيرًا مَن يَعرف المُبدع «شريف الصفتي»، الذي فَاز بجَائِزة الإبدَاع العِلْمِي.. حَقًّا إنَّني لَم أَعرف هَذه الأسمَاء الجَادَّة؛ إلَّا بَعد أَن حَصلوا عَلَى جَوائِزهم مِن مُؤسَّسة الفِكر، وهَذا يُؤكِّد الجديّة والبَحث والاستقصَاء، في سَبيل إنصَاف المُبدعين، وتَقدير جهُودهم، وتَكريمهم..!
أمَّا في حَقل التَّأليف، فنَحن لَم نَلتفت إلَى البَاحثين الجَادّين، مِن أمثَال «سمير أبوزيد»، و»نادر سراج»... وغَيرهما، إلاَّ بَعد أنْ فَازوا بجَوائِز مُؤسَّسة الفِكر..!

يَقول الأمير المُثقَّف «خالد الفيصل» في إحدَى كَلمَاته؛ حَول مَشروع مُؤسَّسة الفِكر العَربي:
(في البدء، أَودُّ أَنْ أُصحِّحَ مَعلومةً سَمعتمُوهَا هَذا المَسَاء، فأنَا لَستُ أَميرًا للفِكرِ، وإنَّمَا أَنَا خَادمٌ للفِكرِ. تَعرفُونَ أنَّهُ لَابدَّ للحَضَارةِ مِن فِكرٍ، وللفِكرِ مِن إبدَاعٍ، وللإبدَاعِ مِن مُبدعينَ؛ لِذَا فقَد قَامتْ مُؤسَّسةُ الفِكرِ العَربيّ بمَشروعٍ حَضَاريٍّ، يَحظَى الإبدَاعُ فِيهِ بالنَّصيبِ الأوْفَى، وأَعلَنَت عَن هَويَّتها «مُبادرة تَضامنيّة بَين الفِكرِ والمَالِ»؛ للنّهوضِ بالأُمَّةِ. وبهَذه الوَمضَة الإبدَاعية لَحظة شرُوقها، استَطاعت الحَبو، ثُمَّ المَشي، ثُمَّ الرّسوخ عَلى رُكنين ثَابتين: «الفِكر والمَال»، لتَتمكَّن مِن الاستمرَار في أَدَاء مُهمّتها، فلَا عَجَب أنْ تَحتَضن المُؤسَّسة «الإبدَاع العَربي»، وتُشجِّعه وتُقدِّم لَه جَائِزة، فطُوبَى لِمَن تَجاوَزَت أعمَاله مُستوَى العَادية، وأدَاء الوَاجب النَّمطي، إلَى مُستوَى التَّميُّز والابتَكار. وهَنيئًا للعَرب بالمُبدعين، وللمُبدعين بالفَوز، وللمُؤسَّسة بالإنجَاز. وكُلّ عَامٍ وللمُبدع جَائِزة، وللجَائِزَة فَائِز، وللمُؤسَّسة إنجاَز)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَنْ أُشير -بكُلِّ الفَرَح- إلَى التَّزاوج الذي تَم هَذا العَام؛ بَين مُؤسَّسة الفِكر العَربي، وجَامعة الدّول العَربيّة، ليَستفد كُلّ مِنهما مِن تَجربة الآخَر، وليَعملا مَعًا يَدًا بيَدٍ، وفِكرًا بفِكرٍ، لكُلِّ مَا يُحقّق التَّنميَة، ويُشجِّع عَلى الإبدَاع والابتكَار، ويَرفع مِن مُستوَى الوَعي والفِكر؛ في الوَطَن العَربي، الذي يَحتاج إلَى كُلِّ بَارقة أَمَل، وشُعلة طمُوح، وشَمْعة نَجَاح..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store