Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ثقافة القطيع

ربنا سبحانه وتعالى حثنا في الكثير من الآيات القرآنية على إشغال العقل والتدبر والحكمة في كافة عباداتنا ومعاملاتنا الحياتية في الكثير من الآيات كقوله تعالى ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصّ

A A
ربنا سبحانه وتعالى حثنا في الكثير من الآيات القرآنية على إشغال العقل والتدبر والحكمة في كافة عباداتنا ومعاملاتنا الحياتية في الكثير من الآيات كقوله تعالى ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ) وقوله تعالى ( أفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
كما نهانا سبحانه عن التعجل والتسرع والتخبط في سائر الأمور الحياتية فقال تعالى (بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ) وقوله تعالى (لا تحرك به لسانك لتعجل به ) وقال تعالى (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً )
وهنا شبه الله سبحانه وتعالى من لم يلتزم بإحكام العقل من تفكير وتدبر وتبصر بشر الدواب كونها تعيش حياة العبث والفوضى وتُسيَّر من قبل الغير بيسر وسهولة .
وبما أن مجتمعاتنا العربية هي من يتحدث بلسانها القرآن العظيم ومن أرسل منها خاتم الأنبياء وسيد المرسلين فإن المستوجب أن تكون الأكثر التزاماً بتلك التعليمات الربانية لكن الواقع الذي تعيشه يقول إنها الأكثر بعداً عن ذلك ولم تلتزم بتلك التعليمات الكريمة بل نرى مسمى شر الدواب ينطبق على كثير من سلوكاتهم ..وحتى نكون منصفين في ذلك الحكم سوف نورد بعض تلك الممارسات منها على سبيل المثال لا الحصر :
-ما نشاهده من تلك الاندفاعات لشبابنا خلف بعض المتمسلمين ومدعي الفتوى أو المضللين من فوق المنابر أو بوسائل التواصل الاجتماعي بدعوى الجهاد ومحاربة الكفار دون تعقل أو إدراك للأسباب والنواتج المترتبة على ذلك ودون تبصر حقيقي لأحكام الجهاد وضوابطه .
-وفي جانب آخر نجد مثل تلك الاندفاعات الهوجاء نحو ممارسة التصنيف المذهبي المتنامي بدرجة لافتة حتى يبلغ بهم الأمر الى ممارسة التكفير والتفجير والقتل الجماعي وكل ذلك يحدث تحت مظلة دعوى باطلة لرجل دين أو كيد عدو حتى يخيل للمتلقي أن هنالك حرباً ضروساً بين مذهب وآخر أو طائفة وأخرى .
-ما نشاهده من تلك الاندفاعات الهوجاء التي تنم على قصور في إدراك الأمور وتبصر نواتجها عندما يقع حدث فردي بسيط ومحدود الضرر داخل وطن من الأوطان لمقيم به فنجد أن كل السيوف تسل بالألسن والأقلام على جميع المواطنين وكأنهم جميعاً شاركوا في تلك الممارسة المشينة.
ولعلي بعد تلك الأمثلة المنتقاة من واقع مشابه لتلك الأمثلة أقول : إن ذلك يؤكد على أن الكثير من مجتمعاتنا العربية قد سلمت عقولها للهوى وسُلب منها تلك النعمة العظمى التي منحها إياها رب العالمين فأصبحوا في سلوكاتهم ومعاملاتهم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store