Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مسؤولية المقاومة السورية التاريخية

لا يشكك أي متابع منصف لمستجدات الأحداث التي تمور بها منطقتنا العربية الإسلامية موراً بأن المنطقة - وهي دون منازع قلب العالم الإسلامي النابض - قد أصبحت مستهدفةً لذاتها بشكل سافر ليس فقط في مقدراتها الا

A A
لا يشكك أي متابع منصف لمستجدات الأحداث التي تمور بها منطقتنا العربية الإسلامية موراً بأن المنطقة - وهي دون منازع قلب العالم الإسلامي النابض - قد أصبحت مستهدفةً لذاتها بشكل سافر ليس فقط في مقدراتها الاقتصادية واستقرارها السياسي وسلمها الاجتماعي و أمنها المدني بل وفي هويتها الإسلامية السنية وفي تركيبتها السكانية المراد تفريغها من أهلها وإحلال «محتلين» طائفيين مكانهم ، إذ لم يزل التهجير المتعمد بالملايين من المكون السني من المنطقة جارياً على قدم وساق إما الهجرة إلى أوربا والغرب عموماً أو الضياع في مخيمات مذلة بداخل الإقليم لسنوات متطاولة. وشاءت الأقدار الإلهية أن يحمل أمانة الدفاع والمنافحة وأن يحمل لواء أهل السنة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ، وولي العهد وولي ولي العهد. فكان من مبادرة الملك سلمان عاصفة الحزم التي توشك أن تؤتي أُكُلها عن قريب ، والتقريب بين الأشقاء المقاتلين السنة بالشام .
قامت المملكة العربية السعودية في إطار جهودها المبذولة لنجدة الشعب السوري الشقيق ومن منطلقات مسؤوليتها التاريخية بتوجيه الدعوة إلى أطياف المقاومة السورية السنية للاجتماع بالرياض نهاية الأسبوع الماضي ، دون فرض إرادة أي قوى خارجية عليهم عسى أن يتناسوا الجراح البينية ويتجاوبوا بصدق مع المبادرة السعودية الهادفة إلى الإبقاء على ما تبقى من أبناء الشعب السوري الشقيق والإبقاء على «الدولة» السورية من خلال إيجاد حل سياسي يبقي سوريا كياناً موحداً مع التأكيد على عدم إعطاء أي دور لمجرم الحرب بشار الأسد. ومن أهم الجهات التي تقف وراء جر المنطقة لهذا المصير أسود مراد الحلف الروسي-الإيراني-العراقي-حزب اللات اللبناني كما ركز على ذلك فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في معرض إجاباته في المقابلة التي أجرتها معه قناة الجزيرة الخميس الماضي. إذ أكد قيام حلف روسي-إيراني-حزب اللات اللبناني-ومليشيات العراق الشيعية. ويبقى الأمل في الله ثم في مخرجات المؤتمر أن تتمكن المقاومة السورية في التغلب على خلافاتها والالتفات إلى العدو الخارجي المؤدلج.
شكَّل المؤتمر منصة انطلاق تبعث بصيص أمل لتوحيد الرؤية بين مختلف شرائح المقاومة للتوصل لحل سلمي مع حق الاحتفاظ بحق التمسك بالسلاح لحين إعادة بناء الدولة والجيش السوري الجديد التابع لدولة سورية منتخبة على أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان ، كما تمخض المؤتمر عن تشكيل هيئة عامة تضم 23 عضواً وأميناً متحدثاً كممثل رسمي لجميع شرائح المقاومة ،كما اتفقت المقاومة على إيفاد وفد يمثل المقاومة في المفاوضات المرتقبة مع ممثلي النظام الشهر المقبل. على أن تضم الهيئة المقترحة ستة من أعضاء الائتلاف الوطني السوري ، وستة من الفصائل المسلحة ، وخمسة أعضاء من هيئة التنسيق الوطني ، وستة مستقلين.
ورفض المشاركون وجود المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية على الأراضي السورية ، وطالبوا بالتمسك بوحدة سوريا ، واتفقوا على مدنية الدولة المزمع تأسيسها وعلى سيادتها ووحدة الشعب السوري في إطار التعددية ، إضافة إلى الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان ؟!! والمساءلة والمحاسبة والشفافية ، فضلاً عن رفض الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه بما في ذلك «إرهاب الدولة». وإلى حين تطبيق بنود الاتفاقية التي يبدو بعض بنودها مفرطاً في التفاؤل مع غياب آليات ملزمة بالتطبيق تبقى كفة الميزان راجحة مع المتغلبين في ساحات الوغى وهم من سيفرض الحل النهائي على أرض الواقع.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store