Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

محمد العقلا اسـتثناء !

قبل أيام كتبتُ في هذه المساحة عن إصرار بعض ( مسئولي المؤسسات الـخَـدَمية) على ممارسة البهرجة والمفاخرة في مكاتبهم؛ فأغلب أولئك حِـيْــنَ تعيينه وقبل أن يتعرف على مؤسسته، وقُـبَـيْـلَ أن يُـقَـدِّمَ خط

A A
قبل أيام كتبتُ في هذه المساحة عن إصرار بعض ( مسئولي المؤسسات الـخَـدَمية) على ممارسة البهرجة والمفاخرة في مكاتبهم؛ فأغلب أولئك حِـيْــنَ تعيينه وقبل أن يتعرف على مؤسسته، وقُـبَـيْـلَ أن يُـقَـدِّمَ خطته لتطويرها ورسم خطواتها المستقبلية، يَـعْــمَـلُ على (تجديد المكتب تشكيلاً وأثاثاً) بمبالغ تصل أحياناً لعدة ملايين من الريالات، وكلّ مسئول قادم يَـهدِم ما بناه سَـلَـفُــه؛ وهكذا يستمر مَـسـلْــسَــل إهْــداِر المال العام!
ولأنه دائماً هناك استثناء؛ فـ (معالي الدكتور محمد بن علي العقلا) مدير الجامعة الإسلامية الأسبق (هو الأنموذج المثالي للاستثناء هنا).
فذاك الرجل الطّـيب المتواضع الذي جاء وهَـمّـه تطوير (جامعة المدينة النبوية)؛ كان مِـن أوائل خطواته (التّخلي عن مكتبه الواسع)؛ ليصبح سكناً لإدارتي (الإعلام والقانون)!
أما (هو) فذهب إلى مكتب صغير بسيط؛ فيه رُسِـمَــت الخطط التي نقلت الجامعة إلى فضاء رَحِــب من التميز داخلياً وخارجياً؛ فخلال ست سنوات فقط كان افتتاح كليات علمية في تخصصات الهندسة والحاسب الآلي والعلوم؛ أفاد منها أبناء طيبة الطيبة وقبلهم طلاب المنح من أبناء المسلمين، وفي هذا الميدان كان المستقبل يُـبَـشّــرُ بكليات الطب والصيدلة واللغات والترجمة، وغيرها.. ولكن!!
أيضاً كان هناك تنفيذ التعليم الموازي في الدراسات العليا في مختلف التخصصات؛ وهو البرنامج الذي استثمره الكثير من أبناء الوطن مِـن مناطق عِــدة.
ومن ذاك المكتب المتواضع أُطلق برنامجٌ ثقافي بَـثّ المعرفة في جَـنَبَـات المدينة النبوية، وكان من أهدافه غَــرس حُـبَّ الدّين والوطن، وترسيخ مفاهيم وحدة الصّـف والالتفاف حول قيادتنا الحكيمة، والتأكيد بأن الحَـقّ إنما هو في منهج الوسطية والاعتدال، بعيداً عن التـحزبات والعصبيات.
ذلك البرنامج استقطب كبار المسئولين ومنهم: (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله - عندما كان أميراً لمنطقة الرياض-، والأمير نايف رحمه الله، والأمير خالد الفيصل، ووزراء المالية والتربية والتخطيط وغيرهم كثير)، كما اعتلى منبره كبار العلماء كسماحة المفتي وأعضاء هيئة كبار العلماء، ومفكرون وأدباء وشعراء من داخل المملكة وخارجها .
ومن مكتب (العقلا الصغير) في مساحته الكبير في عطائه نُـسِـجَــت أيضاً خطة التطور العمراني الجبار للجامعة، وكان القضاء على الجمود الوظيفي لمنسوبيها، والتكريم الدائم لمتقاعديها!
وفيه بُـذِرَت حدائق وغابات من الكرم والعطاء من ذلك الصندوق الذي يُـوْدِعُ فيه (العقلا) عند سكرتيره الخاص انتداباته ومكافآته لتكون لقضاء حاجيات الفقراء ومساعدة الطلاب.
أخيراً (الدكتور محمد العقلا) خارج المنصب الرسمي الآن، ولكن هذه شهادة مني للتاريخ، ومدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام تصادق عليها، فهي التي منحته جائزتها لخدمة المجتمع.
أخيراً ما أتمناه أن تكون سيرة (أبي طارق) العطرة، ومسيرته الناجحة أكاديمية يتدرب فيها المسئولون.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store