Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الـمُـسْــلِـمُ وحده يُـفَــجّــر نفسه!!

كتبَ أحدهم متسائلاً لماذا فقط مَــن ينتسب لـ (الإسلام) هو مَــن يُـفَـجّــر نفسه لِـيَـقتل الأبرياء في المساجد أو الكنائس أو المنشآت العامة في عمليات انتحارية؟

A A
كتبَ أحدهم متسائلاً لماذا فقط مَــن ينتسب لـ (الإسلام) هو مَــن يُـفَـجّــر نفسه لِـيَـقتل الأبرياء في المساجد أو الكنائس أو المنشآت العامة في عمليات انتحارية؟ بينما أتباع الـدّيانات الأخرى سواء كانت سماوية أو أرضية بعيدون عن تلك الممارسات؟!
فمثلاً يتجاوز أتباع الديانة النصرانية (2 مليار و100 مليون إنسان)، لم نَـر منهم مَـن يُـفَـجِّـر نفسه في غيره أو يقتلُ آخـرَ يشاركه الديانة تحت أيِّ عُـذر أو مُـبَـرّر!
وهنا من الثوابت والحقائق بأن (الإسلام) براء من الإرهاب والتطرف الفكري، وما يتبع ذلك من إقصاء للآخر، وعمليات إجرامية.
ولكن تلك المَـسَـلّـمَــة نؤمن بها ونرددها صباح مساء، مخاطبين بها أنفسنا؛ بينما الساحة خالية اجتماعياً وتربوياً وثقافياً وإعلامياً للجماعات المتطرفة اللاعبة والقادرة على استقطاب الشباب من مختلف الجنسيات وتفخيخ عقولهم بالفكر الضال؛ الذي يجعل غريزة الحياة عندهم ساقطة، والرغبة بالموت هي الحاضرة؛ وبالتالي يصبِـحُـون أدوات تشَــوّه الإسلام، وتجعل منه ديناً وحشياً يعشق الدماء حتى لآبائهم؟!
مئات المؤتمرات والندوات والمحاضرات عُـقـدت حول ظاهرة الإرهاب؛ لا ثمرة لها إلا بيانات الشجب والاستنكار, وتوصيات تنظيرية حبيسة للملفات؛ لكنها لم تطرح إجابة شافية صادقة، لذاك السؤال الأهم:( لماذا يَـنْـقَـاد الشباب لدعوات جماعات الإرهاب؟! هل يملك دعاتها قدرات خارقة؟! وهل برامجنا التربوية والدعوية فاشلة ؟!) ،صدقوني سنظل ندور في متاهة ومأساة وليل طويل من المعاناة؛ وستبقى تلك الجماعات قادرة على تفريخ المزيد من الأتباع؛ ما لم يسعَ العلماء والمفكرون بصدق وشفافية للمراجعة وتفنيد ما تتكئ عليه دعوات فكر التطرف من شبهات وذرائع!!
وإعلامياً سيظل (إسلامنا) مخطوفاً مِــن (داعِــش) وأخواتها، فصورتها وأنموذجها هو الحاضر في وسائل الإعلام العالمية والعقلية الغربية، وممارساتها الإجرامية تُـنْــسَــب للإسلام؛ وتُـستغل لِـضَــرْبه من أعدائه إلا إذا تخلينا عن الصراعات الفكرية الضيقة، وكان هناك خطة تصحيحية تتبناها الحكومات والمنظمات الإسلامية ويدعمها رجال المال المخلصون تعمل على التأكيد على صورة الإسلام النقية الطاهرة المتعايشة مع الآخر؛ وذلك بإطلاق قنوات تخاطبه بلغته، وكذا شراء ساعات بَــثّ وبرامج في القنوات الفضائية العالمية الكبرى ذات التأثير في الرأي العام!!
أخيراً متى نصحو من تأثيرات نظرية المؤامرة، ونؤمن بأننا نعيش أزمة فِــكْــر، لِـنَـدرس واقعنا بصدق وصراحة لنبني لـ (إسلامنا) مستقبلاً أفضل!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store