Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اللغز المحير

لم تعدْ كرةُ القدمِ مجرّد لعبةٍ يتنافسُ فيها 22 لاعبًا داخلَ المستطيلِ الأخضر؛ لهزِّ الشباكِ، وحصدِ النقاطِ، لكنّها أصبحت علمًا يُدرَّس، وإذا أردتم أن تصبحوا أحد خبرائها، فعليكم بالتتلمذ على يد أحد

A A

لم تعدْ كرةُ القدمِ مجرّد لعبةٍ يتنافسُ فيها 22 لاعبًا داخلَ المستطيلِ الأخضر؛ لهزِّ الشباكِ، وحصدِ النقاطِ، لكنّها أصبحت علمًا يُدرَّس، وإذا أردتم أن تصبحوا أحد خبرائها، فعليكم بالتتلمذ على يد أحد أساتذتها الدهاة، ذلكم هو الداهية السويسري جروس.
لم يلعب الأهلي والهلال، ولم ينجح عسيري، ولم يخفق ألميدا، ولم يبدع المقهوي، ويسقط الدوسري، ولم يتفوَّق المسيليم على نظيره شراحيلي؛ لأن المباراة الحقيقية لم تكن داخل الملعب، وإنَّما كانت مشتعلةً خارجه، بين الخبير السويسري جروس، ونظيره اليوناني دونيس، فتفوَّق الأوّل، ليس لأنّه الأفضل فحسب، وليس لأنه يتعامل مع خصومه بلا فلسفة، أو تعقيدات، ولكن لأنّه -وبكلِّ بساطة- الأوّل.
راهن اليونانيّ دونيس على البرازيلي كارلوس إدواردو، وزميله ألميدا، فلم يظهر الأول سوى في لقطتين، واكتفى الثاني بإهدار جزائية كانت كفيلة بالحفاظ على الصدارة، فيما راهن السويسري جروس على تكتيك عبقري، وقراءة مميّزة للخصم، أذهلت جروس قبل أن تذهل دونيس.
أعجبتُ كثيرًا بعملية الربط التي قام بها أستاذي عبدالله فلاتة عندما ربط في مقاله بين جروس، والمنتخب الألماني، حيث ذكر أن التكتيك الألمانيّ الذي ينتهجه جروس، منحه التفوّق أمام الكبار، وأسقطه أمام الفرق المتوسطة. ولعلَّ سباعية البرازيل، والفوز الصعب على الجزائر خير دليل على ذلك.
حاولت كثيرًا أن أغوصَ في عقلية هذا الداهية، لكنّني تهتُ في تفاصيل معقّدة، كان من الصعب على تلميذ في مدرسة التكتيك مثلي أن يفهمها؛ لذلك استسلمتُ قائلاً: إنَّهُ لغزٌ محيِّرٌ.
ليس جروس اللغز المحيّر الوحيد، فما أكثرها هي الألغاز المحيّرة في دورينا، لكن اللغز الذي لم ولن أفهمه هو مسرحية نور مع المنشطات، وعودة بيتوركا، وما بين الأولى والثانية قد تجدون الإجابة عن هذا اللغز المحيّر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store