اشتباكات أمانة المدينة ومجلسها البلدي !

في لقاءٍ مباشرٍ نظَّمته (صحيفة المدينة) قبل أيام، ونُشر على حلقتين، اشتكى رئيس المجلس البلدي السابق بالمدينة المنورة (الدكتور محمد بن ناصر بن محمود) من عدم تعاون (أمانة المنطقة)، مع المجلس، وتجاهلها لقراراته وتوصياته، وتهميشها لدوره!
هذه الشكوى سبق وأن جهر بها سعادته لـ(صحيفة المدينة) في مارس الماضي، كما نطق بها عضو المجلس السابق (الأستاذ عبدالغني الأنصاري) في لقاءات صحفية، وعدة تغريدات، حيث أكد بأنه خلال 9 سنوات من عمر المجلس، في دورته المنتهية قبل أيام، استطاع رفع ميزانية (الأمانة) حتى وصلت لـ(1.3 مليار ريال)، كما أصدر أكثر من (1000 قرار وتوصية)، لم يتجاوز ما تفاعلت معه (الأمانة) إيجابًا، ونفذته (10%)؛ أمّا الأغلبية الباقية فأهملت وسكنت دواليبها الفاخرة!
وأشار (الأنصاري) بأنه في الوقت الذي لا تَعْتَدُّ به (الأمانة) بمشورة المجلس، فإنها متعاقدة مع مكتب استشاري بعشرات الملايين من الريالات!!
أيضًا وبسبب ما تَردّد عن عدم اهتمام (أمانة المدينة بمجلسها البلدي) استقال بعض أعضائه، ومنهم (الدكتور علي السناني، والدكتور سعيد القحطاني، والدكتور عمر حافظ)!!
وهنا، ونحن نعيش اليوم بداية دورة جديدة للمجالس البلدية، أجزم أنه حان الوقت لوضع حلول لذلك الاشتباك بين الطرفين، الذي -بلاشك- كان -وسيكون- تأثيره سلبيًّا على الخدمات المقدمة للمدينة النبوية؛ ولاسيما وأن العديد من أحيائها، والمراكز التابعة لها تفتقد لأبسط خدمات البنية التحتية كـ(الماء، والإنارة، والسفلتة، والصّرف الصحيّ، والحدائق العامة، و...، و...)، بينما العنوان الأبرز في كثير من طرقها وميادينها الحُفَر، والمطبّات، والصَّبَّات؛ مع أن حكومتنا الرشيدة لم تبخل عليها بالاهتمام، والميزانيات الكبيرة، وفي ظل رعاية كريمة من أميرها الشاب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان!!
فالمنطق يقول: إمّا أن تُسَدَّ تلك الفجوة، وتتفاعل (أمانة المدينة) مع مجلسها البلدي بالوسائل النظامية والمناسبة، أو فالأولى توفير (مليون ريال) هي مجموع مكافآت أعضائه الموقرين غير النثريات الأخرى!