Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أبان مولده عن طيب عنصره

يقول الشاعر:
«أبانَ مولدهُ عنْ طيبِ عنصرِهِ
يَا طيبَ مبتدأ منهُ ومختتَم»..

A A
يقول الشاعر:
«أبانَ مولدهُ عنْ طيبِ عنصرِهِ
يَا طيبَ مبتدأ منهُ ومختتَم»..
هذا النبيُّ الكريمُ -صلى الله عليه وسلم- الذي أشرقت الأرض بنور طلعته، وبروز نجمه، وجمال طبعه، وحُسن خلقه، حيث جمع الله صفاته كلها في قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، بعث الله هذا النبيَّ الكريمَ ليكون هاديًا ومرشدًا للبشرية جمعاء، ومُخرِجًا لها من الظلمات إلى النور بإذن ربه، حيث يقول عز وجل في محكم التنزيل: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)، فهو الرحمةُ المهداة، والنعمةُ المسداة، وقائدنا، ومرشدنا إلى طريق الحقِّ والصراط المستقيم.
وُلد -صلى الله عليه وسلم- ليكونَ مشعل نور يهتدي به الضَّالُّون عن طريق الحق، بعثه اللهُ للنّاسِ كافّةً هاديًا ومرشدًا، حيث يقول عز وجل في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا).. (الأحزاب: 45-46)، بعثه اللهُ لهداية البشرية جمعاء من عربٍ، ومن عجمٍ، فبلَّغَ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصحَ الأمَّةَ، وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادِهِ، وعبدَ اللهَ حتَّى أتَاهُ اليقينُ، وتركنَا على المحجةِ البيضاءِ، لا يزيغُ عنَهَا إلاَّ هالكٌ، فاستبشرت الكائنات بمولده الشريف، وسعدت بعظيم رسالته، وعظمة خَلقه وخُلقه، وببركة دعوته، التي عمَّت أرجاء المعمورة من أقصاها إلى أقصاها، فصدع بالرسالة العصماء، وأدَّاها على أكمل وجه، حيث يقول الله عز وجل في كتابه الكريم متفضِّلاً على نبيّه ومُصطفاه: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).. (المائدة: 3).
نحن نذكّرُ، ونُصلِّي ونُسلِّمُ على رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- في كل يومٍ وليلةٍ، ونُكثرُ من الصلاة عليه في كل يوم جمعة، وليلتها، ونزداد حبًّا له في كل غدوةٍ وروحةٍ، وهو الذي يقسمُ بنفسه -صلى الله عليه وسلم- ويقول في عظم محبته: «والَّذِي نفسِي بيدِهِ لا يُؤمنُ أحدُكُم حتَّى أكونَ أحبَّ إليهِ مِن والدِهِ وولدِهِ والنَّاسِ أجمعِينَ»، ومحبّته -صلى الله عليه وسلم- في اتّباع سنّته، وما جاء به من الحق، حيث يقول عليه الصلاة والسلام: «عليكُمْ بسنَّتِي وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدِينَ المهديينَ من بعدِي تمسَّكُوا بِهَا وعضُّوا عليهَا بالنَّواجِذِ وإيِّاكُم ومُحدِثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ»، فالمحبَّة هنا جمعت بين الحُسنيين، محبّة الاتّباع، ومحبّة القلب، لقوله تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ).. (آل عمران: 31).
نشهدُ أنَّك يَا سيّدي يا رسولَ اللهِ عبدُ اللهِ ورسولُه، وصفيّهُ وخليلُه، وخيرتُه من خلقِهِ، فنعمت مولدًا، وأكرمت خاتمًا، فصلَّى وسلَّم عليك اللهُ يا علم الهدى، صلاةً وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم الدِّين، كلُّ مَا ذكرَكَ الذَّاكرُونَ وغَفلَ عن ذكرِكَ الغافلُونَ، وجزاك اللهُ عنّا وعن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاءِ، وجمعنا بكَ تحتَ رايتك في الفردوس الأعلى من الجنّة. اللهمَّ آمين.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store