Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سعوديات يتصدرن الانتخابات البلدية

بفوز قرابة 20 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة، سجل التاريخ يوماً وطنياً مفصلياً مشرفاً للمرأة السعودية في مسيرة مشاركتها في صنع القرار وصياغة الرؤى ضمن مسيرة التنمية.

A A
بفوز قرابة 20 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة، سجل التاريخ يوماً وطنياً مفصلياً مشرفاً للمرأة السعودية في مسيرة مشاركتها في صنع القرار وصياغة الرؤى ضمن مسيرة التنمية. كان حدثاً غير عادي أبداً واستحق بالفعل أن يحظى بالاهتمام الشعبي الوطني والإشادة الدولية. شاركت المرأة في الانتخابات البلدية لأول مرة في تاريخ المملكة باعتبارها مرشحة وناخبة حيث قامت 106 آلاف امرأة بالتصويت الفعلي من بين 130 ألف امرأة مواطنة يحق لها التصويت، أي بنسبة 82%، وتنافست 979 امرأة في مناطق المملكة للفوز على 2100 مقعد انتخابي.
ورغم إيماني التام بكفاءة المرأة السعودية وقدرتها على التفوق وتحقيق المنجزات، لم أكن أتوقع أن يحصل هذا العدد الكبير منهن على الفوز لا لقلة الخبرة بل لأن المجتمع كان قد فرض حولهن حصاراً من الخوف والتخوف وأحاطهن بسياجات من العتمة والسكينة البالية. لذلك فقد جاءت مشاركة النساء في هذا الحدث المهم لتبدد كل ما نسجناه من قيود وأوهام ووعظ حول كفاءة المرأة وشرعية مشاركتها في معترك العمل الانتخابي البلدي.
وبغض النظر عن فوز هذا العدد الكبير نسبياً من النساء في الانتخابات، فإن هذه المشاركة بحد ذاتها تمثل مكسباً للمرأة من عدة جوانب. الجانب الأول والمهم يتمثل في تمكين المرأة من ممارسة المواطنة الكاملة ونيلها حقها كمواطنة كاملة الأهلية. أما الجانب الثاني فهو رفع الوعي المجتمعي والتأثيرات العميقة التي سيحدثها هذا التحول ثقافياً واجتماعياً في مجتمع ظل لدهر يمارس الإقصاء في حق المرأة وينظر إليها باعتبارها مواطنة من درجة أقل أهلية.
قبل 10 أعوام قلت إنه لا عائق أمام مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية يوم كنا نتطلع لقرار تاريخي يمهد الطريق لتلك المشاركة. وبالفعل جاء ذلك القرار من القائد الشجاع الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله يوم أعلن من على منبر الشورى إثبات ذلك الحق للمرأة لأننا مجتمع لا يرضى بتهميش نصف مواطنيه ولا يحلق بجناح واحد.
فازت المرأة في المجالس البلدية في الرياض والأحساء وجدة ومدركة وتبوك والجوف وحائل والقطيف وجيزان، في عرض المملكة وطولها، ولم أكن لأتوقع أن يكون فوز المرأة في الانتخابات البلدية إلا في المدن الكبرى التي تتمتع بانفتاحها وعدم تشددها تجاه المرأة، على أحسن تقدير. ولكن الواقع اليوم وبعد أن حققت النساء فوزاً عريضاً وحضوراً مشرفاً في معظم المناطق ليس لنا إلا السير قدماً نحو منح النساء في بلادي جميع ما تبقى لهن من حقوق مشروعة كي تكتمل المسيرة وتتحقق التنمية فالمواطنة شريك كامل في التنمية وقادرة على التفوق والإنجاز في ظل رافعة المساواة في الحقوق والواجبات.
أبارك للنساء السعوديات نجاحهن في الانتخابات البلدية. أبارك لكل سيدة آمنت بحقها في المشاركة وبذلت الجهد والوقت من أجل دعم تلك الرسالة الرمزية من خلال المشاركة في الترشح والانتخاب. كما أحيي كل الرجال الذين وقفوا داعمين لتلك الخطوة من خلال المساندة والتصويت وتقديم المشورة والمساعدة متمنية لنساء بلدي تحقيق التطلعات المرجوة والبناء على ما تحقق من مكتسبات من خلال مشاركتهن في مقاعد المجالس البلدية. وأخيراً وليس آخراً، أبارك للوطن هذا الإنجاز الكبير.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store