كرسي الملك سلمان

ما أعرفه أن (الكراسي العلمية) في الجامعات العالمية؛ فَـاعِـلَــة ومرتبطة بدراسة حاجيات المجتمع ومشكلاته المختلفة، والعمل على إيجاد استراتيجيات وحلول علمية لها؛ تلك الكراسي البحثية تُـمَـوّل من الجامعات نفسها أو من متبرعين مهتمين يقومون بدورهم في برامج المسئولية الاجتماعية !!
وبالعودة للجامعات السعودية نجد بأن السنوات القليلة الماضية قَــد شهدت تنافساً محموماً بينها في (إنشاء الكراسي العلمية)؛ وكُـثّـر هِـيَـاط الإعلان عنها؛ ولكن للأسف فإن معظمها بقي مَـيْـتَـاً لا حَـيَـاة فيه، وما كان منها فيه رمَـقٌ مِـنْ حَــيَــاة ظَـلّــت دراساته وأبحاثه غائبة عن الساحة العلمية؛ فهي حَـبِـيْــسَــة الملفات والدّوَالِـيْــب.
لكن هناك قِــلْــة من (الكراسي العلمية) كانت استثناءً، ومنها: (كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ المدينة المنورة بالجامعة الإسلامية؛) فهذا (الكُـرْسِـي) يحسب له نشاطه في عِــدة ميادين أهمها: الندوات العلمية البحثية المتخصصة التي لم تكتفِ برصد تاريخ المدينة النبوية فقط، بل رحلت للمحافظات تُـسَــجّـل تاريخها كـ (ينبع، ومهد الـذهب)!
أيضاً هناك الأبحاث والدراسات في مَجَـالِــه لنخبة من العلماء، والرائع هنا طباعة ذلك الإنتاج العلمي وتقديمه للباحثين في حُــلّــة جميلة، سَـاهَـم فيها الـكُـرسِـي بمعارض الكتب والمعلومات، آخرها (معرض جـدّة الدولي للكتاب) الذي تقام فعالياته هذه الأيام!
(وذاك الكُـرسي) لم يتجاهل الميدان إذْ نَـظّــم العديد من المسابقات، والرحلات للمـعَـالِــم والمتاحِـف التاريخية، كما أقام دورات تدريبية في الإرشاد العلمي أفاد منها المهتمون وطلاب الدراسات العليا!
فهذه تَـحـيــة شكر وتقدير لجميع منسوبي الكرسي وعلى رأسهم أستاذه ورُبّـانه الماهِــر (الأستاذ الدكتور سالم الخَــلف)!
أخيراً ،(كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ المدينة المنورة) أتحفنا بإنتاجه العـلمي المتميز وعطاءاته الكبيرة رغم عمره القصير؛ فهل يأخذ نصيبه من أضواء وسائل الإعلام؛ لعل (الكراسي العلمية الأخرى) تستـنسخ تجربته ومَـسـيـرته الناجحة!