المشكلة.. وين؟

كتبتُ سابقًا عن اعتراف بعض المسؤولين بوجود مشكلات في إداراتهم، وهذا يوضِّح وعي المسؤول، ورغبته في إيجاد الحلول، والمشكلات أمر طبيعي في كلِّ الأعمال، وحتى داخل الأسرة الواحدة، وجميع المجتمعات والعلاقات، فكلّ إنسان لا يخلو من المشكلات في حياته ومعيشته، وبما أننا مسلمون، ومؤمنون بأنَّ هذه المشكلات هي نوع من الابتلاء لنا، ويجب علينا أن نعمل على تجاوزها، والمضي قدمًا نحو أهدافنا ومبتغانا، ونعي بأن المشكلات لا تبدأ دائمًا بإرادتنا، ولكنّنا نتحمّل مسؤوليتها من البداية وحتى النهاية، وخصوصًا في موقع المسؤولية.
تعرف المشكلة على أنّها: «وجود انحراف عمّا هو مخطط له»، والمشكلة هي أيّ شيء غير معهود لا يلزم حلّه الخبرات السابقة، وهي نتيجة غير مرضية، أو غير مرغوب فيها، تنشأ من وجود سبب، أو عدة أسباب معروفة، أو غير معروفة، تحتاج لإجراء دراسات، أو هي حالة من عدم الرضا، أو التوتر تنشأ عن إدراك وجود عوائق تعترض الوصول إلى الهدف، أو توقّع إمكانية الحصول على نتائج أفضل، بالاستفادة من العمليات والأنشطة المألوفة على وجه حسن، وأكثر كفاية.
ولها ثلاث مراحل.. الأولى: مرحلة النشوء، أيّ بدايتها. والثانية: مرحلة الاكتمال، عندما تكون واضحة، وأحدثت بعض الأضرار. والثالثة: مرحلة الأزمة، وهي أصعب مرحلة، ويصعب فيها السيطرة على المشكلة، وتكون النتائج غير مضمونة، والخسائر كبيرة.
ولمواجهة المشكلات، والوصول إلى أفضل الحلول يقول المدرب العالمي (نيدو قوبين): هناك سبع طرق وهي:
أولاً: تحديد المشكلة التي تواجهها، وما هي أعراض وأسباب المشكلة؟ وما هو الضرر الذي تسببه هذه المشكلة؟ وما هي الفجوة الموجودة بين ما نحن فيه، وبين ما نودّ الوصول إليه؟ ثانيًا: تحليل المشكلة، ما هي الأسباب؟ تحديد مَن المتضرر منها، ومدى تأثّره بهذا الضرر، بالإضافة إلى قياس درجة إمكانية حلّها، وتقدير الوقت اللازم لذلك؛ كلّ ذلك من خلال جمع المعلومات اللازمة، والمصادر المتاحة فيما يتعلّق بالمشكلة متى، وكيف؟
ثالثًا: وصف المشكلة بدقّة ووضوح شديد.
رابعًا: الأسباب الجذرية للمشكلة، وبمَن تتعلّق بأفراد، أو بآلات، أو بمواقع معيّنة.
خامسًا: الحلول المبتكرة للمشكلة من خلال مشاركة الجميع، والعصف الذهني لها.
سادسًا: الوصول إلى القرار المناسب لحل المشكلة.
سابعًا: قياس نتائج الحلول لضمان عدم تكرار حدوث نفس المشكلة مرة أخرى.
المشكلة.. وين؟ سؤال لا يمكن الإجابة عنه إلاَّ من خلال حرصك على نجاحك فيما تقوم به، وتحقيقًا لأهدافك في عملك ومسؤوليتك، وإلاَّ سوف تكون أنت المشكلة.
#الاستعداد_والفرصة_هو_النجاح