Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عتبة معرِض جدة للكتاب

عندما يصبح الحلمُ حقيقةً والأملُ واقعًا تتيقن حينها أنك أمام عزائم لا يثنيها عن بلوغ مرادها ضيقُ زمان ولا قفرُ مكان.

A A
عندما يصبح الحلمُ حقيقةً والأملُ واقعًا تتيقن حينها أنك أمام عزائم لا يثنيها عن بلوغ مرادها ضيقُ زمان ولا قفرُ مكان. معرِض جدة الدَّوْلي للكتاب قام ونجح لأن وراءه رؤيةَ «خالد» وعزيمةَ «مشعل» وهِمةَ «لجنة تنظيمية». تلك هي بعض فصول حكاية معرض جدة الذي بسط رواقه على مدى أحد عشر يوماً كانت مناخًا فاتنًا للمثقفِين وهم يعتادون هذا المعرض الذي استرخى على شاطئ البحر كغيمةٍ مطيرةٍ طوَّقت ذؤابةَ جبل لتسكب ماءها العذب على أرواح العطشى قبل أفواههم. بالأمس كتبتُ هنا عن المعرِض تحت ضغط حالة من فقدان الأمل في قيام معرض يكون مفخرة لجدة، كل ذلك بسبب (المقر) الذي لم يكن له أثر. كنت متوجسًا من قضية عدم وجود المقر المناسب خصوصًا والخيارات المتوفرة جميعها لا تفي بالغرض، ومسألة إنشاء مقر (دائم) بمواصفات عالية أمر في غاية الصعوبة؛ نظرًا لضيق الوقت، ومسألة استحداث خيام للمقر كنتُ (ولازلتُ) أراها ليست الوسيلة المثالية ولا هي بالتي تتلاءم مع هذه التظاهرة الثقافية الدولية. ما حصل هو أن اللجنة المشرفة على المعرض بقيادة الدكتور سعود كاتب شدَّت أحزمة َالعزم وقررت المُضيَّ في خوض المغامرة، فلم تتصرم الـ (90) يومًا إلا واستفقنا على مَعلم شامخ يُلوِّح بإيماءة القبول لاستقبال (440) دار نشر ومئات الآلاف من الزُّوَّار. قام المعرض فحقق درجات متقدمة من الرضا، ثم انفض وقد ترك أثرًا جميلاً في النفوس، ونزعةً قويةً لمعاودة التحدي والاستمرار فيه. ما يمكن أن يُعد ميزة ورافدًا لمعرض جدة هو وقوعه على (البحر) الذي يُعد ملهم المثقفِين من شعراء وروائيين وغيرهم، كذلك فتوقيت المعرض (أواخر الخريف) أضفى عليه ميزة أخرى، وهو ما يدعونا للتشبث بهاتين الميزتين (البحر والخريف). أعود لقضية المقر الذي هو بمثابة (العتبة) لأي مُنجَز، وله جاذبيته وسحره، فأقول: إن كان العنوان يمثل العتبة الأولى للكتاب فالمقر يمثل العتبة الأولى للمعرض، وعليه فإن وجود مقر (نموذجي) دائم لهو أمر في غاية الأهمية؛ لأنه سيوفر على القائمِين وقتًا وجهدًا ومالاً هم في أمسِّ الحاجة لها، كما أنه سيشكل عاملَ جذب ووسيلةَ إغراء للناشريِن والزوَّار على حدٍّ سواء. لذا فالمؤمَّل من الغرفة التجارية الصناعية بجدة أو أمانة محافظة جدة أو كلتيهما إنشاء (مركز دَوْلي للمؤتمرات والمعارض) شريطة أن يكون على البحر، فالتاريخ والعراقة والموقع التي تمتاز بها جدة بالإضافة للفعاليات والمناسبات التي تشهدها يحتم عليهما ذلك. الجميع يُجمع على وجوبية إنشاء هذا المركز الحلم الذي سيُلغي - حال إنشائه- العوائقَ والإشكالاتِ، وسيأتي على الملاحظات التي صاحبت فعاليات المعرض الحالي. ويبقى الأمل قائمًا في أن تتولى وزارةُ الثقافة والإعلام تنظيمَ المعرض والإشرافَ عليه ( كلياً ) لتخفف العبء عن الجهات الأخرى التي بذلت جهوداً ملموسة ومحمودة .
Mashr-26@hotmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store