Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

رصد محبوك لإنتاج الفيسبوك

كُلَّمَا حَلَّ مَوعد مَعرض القَاهرة الدَّولي للكِتَاب؛ شَددتُ الرِّحَال إليهِ لَسببين: أوّلهما، كَثرة العَنَاوين، ووَفْرة الكُتب التي تُغري، خَاصَّةً تِلك الكُتب المُستَعْمَلَة؛ التي تَحشو مَمرَّات

A A

كُلَّمَا حَلَّ مَوعد مَعرض القَاهرة الدَّولي للكِتَاب؛ شَددتُ الرِّحَال إليهِ لَسببين: أوّلهما، كَثرة العَنَاوين، ووَفْرة الكُتب التي تُغري، خَاصَّةً تِلك الكُتب المُستَعْمَلَة؛ التي تَحشو مَمرَّات سور الأزبكيّة. وثَاني الأسبَاب: رُخص سِعر الكِتَاب، لأنَّكم تَعلَمون أنَّني رَجُلٌ مُتقَاعِد، ومِيزَانيّتي التي وَضعتها لشِرَاء الكُتب؛ لَا تَتجاوز ثَلاثة أصفَار عَلى يَمين الوَاحِد..!
حَسنًا، لنَخشّ في المَوضوع: كُنتُ أُنقِّب في سور الأزبكيّة -كَما يُنقِّب رِجَال البترُول عَن النَّفط في بَاطن الأَرض- فعَثرتُ عَلى كِتَاب اسمه «دَولة الفِيسبوك»، وهو مِن إعدَاد وتَحرير «محمد علي البسيوني»، حَيثُ اتّجه هَذا «البسيوني» إلَى أَبرَز المَجَاميع والمَوضوعات؛ التي طُرحت في الفِيسبوك، ليُبيّن دَورها وأثرهَا عَلى المُجتمع المِصري والعَربي بشَكلٍ عَام..!
كَمَا استعرَضَ المُؤلِّف المَجموعَات؛ مِن خِلال اهتمَامَاتها ومَدَارَاتها الفِكرية، حَيثُ جَاءت المَجموعَة السَّاخِرة، والمَجموعَة الاجتماعيّة الجَادَّة، والمَجموعَات السِّيَاسيّة، والمَجموعَات الدِّينيّة، والمَجموعَات الأَدبيّة، والمَجموعَات الفَنيّة، والمَجموعَات الرِّيَاضيّة، جَاءَت كُلّها في قَوالبٍ مُرتّبة ورَصدٍ دَقيق..!
وقَد ذَكَرَ المُؤلِّف -أيضًا- نَماذج ظَريفة مِن بَعض الكِتَابَات السَّاخِرَة، التي أَخَذَت في الانتشَار، ومِن ذَلك عِبَارة: «الحُب بَعد المُدَاولة»، وأَصْل العِبَارة «الحُكم بَعد المُداولة»، وقَول أَحدهم: «تَمتَّعوا بالسّيئ فالأسوَأ قَادِم»، أو عِبَارة: «إنَّ طَعمَ الطُّهرِ أَحلَى مِن مَلذَّات الغوايَة»..!
لقَد حَدَّد المُؤلِّف أَهميّة الفِيسبوك -وأنَا أَتّفق مَعه- في نُقطتين، أولاهما: (تَقديم عَدَد كَبير مِن الكُتّاب أَغلبهم شَباب، لَا يَتجاوزون الثَّلاثين عَامًا، يَكتبون عَن مَوضوعات حَيّة وطَازِجَة، ومُعبّرة بشَكلٍ وَاضِح عَن جِيلٍ جَديد، يُريد أنْ يَكسر تِلك القَدَاسَة التَّاريخيّة لفِعل الكِتَابة نَفسه، والتَّعَامُل مَع الكِتَابة كشَأنٍ يَومي عَادي). والنُّقطَة الثَّانية: (إمكَانية التَّواصُل المُباشِر بَين القَارئ والكَاتِب؛ عَبر تَعليقات القُرَّاء عَلَى الكُتّاب، أو عَلى القُرّاء الآخرين، ممَّا سَاعد عَلى تَكوين مَفهوم جَديد للعَلَاقة بَين الكَاتِب وقَارئه، سَاهَمَتْ في كَسر الفَجوة الشَّاسِعَة التي فَصلت دَائمًا بَينهما)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أنَّ اختصَار الكِتَاب في هَذه المِسَاحة لَا يُجدي، لِذَلك مِن الأفضَل أنْ تَقرؤوه بأنفُسِكُم..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store